أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــة الثامنة والستون في موضــــــــــــــــــوع المقسط

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  وبعد : فهذه

الحلقة الثامنة والستون في موضوع (المقسط) من اسماء الله الحسنى وصفا ته وهي بعنوان : ثانيا : مجالات الإنصاف :

ثالثا : مجالات الإنصاف:للإنصاف بمفهومه الشامل مجالات عدة منها ما يأتي : أ -  أن ينصف الإنسان نفسه من نفسه :

ويفسر هذا النوع قول ابن القيم رحمه الله: إنصاف المرء نفسه من نفسه بألا يدعي لها ما ليس لها، ولا يخبثها بتدنيسه لها وتصغيره إياها وتحقيرها بمعاصي الله سبحانه وتعالى، بل ينميها ويكبرها ويرفعها بطاعة الله وتوحيده وحبه وخوفه ورجائه والتوكل عليه والإنابة إليه وإيثار مرضاته على مراضي الخلق ومحاباتهم .... ثم يقول: وكيف ينصف غيره من لم ينصف نفسه ؟؟

ومن أروع صور الإنصاف ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه  أن

 رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد يوم أحد في سبع من الأنصار ورجلين من قريش فلما رهقوه قال: من يردهم عنا وله الجنة؟ أو هو رفيقي في الجنة. فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل ، ثم رهقوه أيضاً فقال: من يردهم عنا وله الجنة؟ أو هو رفيقي في الجنة؟  فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما أنصَفْنا أصحابنا.) وفي رواية أخرى: ( ما أنصَفَنا أصحابنا.) والمراد بالأصحاب: الذين فروا يوم أحد فإنهم لم ينصفوا بفرارهم..

ب -   إنصاف الله سبحانه وتعالى :

ويكون ذلك بعبادته وتوحيده وعدم الإشراك به وطاعته والابتعاد عن معاصيه وتنزيهه سبحانه عما لا يليق به ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ {4} ) الإخلاص

يقول ذو النون المصري: طوبى لمن أنصف ربه عز وجل ! قيل: وكيف ينصف ربه؟ قال: يقر له بالآفات في طاعته، وبالجهل في معصيته، وإن آخذه بذنوبه رأى عدله، وإن غفر له رأى فضله، وإن لم يتقبل حسناته لم

 يره ظالماً لما معه من الآفات، وإن قبلها رأى إحسانه لما جاد به من الكرامات.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .