أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــة الثانية والأربعون في موضــــــــــــــــــوع المقسط

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  وبعد : فهذه

الحلقة الثانية والأربعون في موضوع (المقسط) من اسماء الله الحسنى وصفا ته وهي بعنوان : { وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً  }  :

ذكر من قال بهذا القول: قال العوفي، عن ابن عباس: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ}، يعني بالاستقامة: الطاعة. وقال مجاهد: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ}، قال: الإسلام. وكذا قال سعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب، وعطاء، والسدي، ومحمد بن كعب القرظي، وقال قتادة: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ}، يقول: لو آمنوا كلهم لأوسعنا عليهم من الدنيا. وقال مجاهد: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ}، أي: طريقة الحق، وكذا قال الضحاك، واستشهد على ذلك بالآيتين اللتين ذكرناهما، وكل هؤلاء أو أكثرهم قالوا في قوله: {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ}، أي لنبتليهم به. وقال مقاتل: فنزلت في كفار قريش حين مُنعوا المطر سبع سنين. والقول الثاني: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ}، الضلالة، {لأسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}، أي: لأوسعنا عليهم الرزق استدراجا، كما قال: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام: 44]. وكقوله: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ . نُسَارِ‌عُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَ‌اتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُ‌ونَ} [المؤمنون: 55-56]، وهذا قول أبي مِجلز لاحق بن حُمَيد؛ فإنه في قوله: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ}، أي: طريقة الضلالة. رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم، وحكاه البغوي عن الربيع بن أنس، وزيد بن أسلم، والكلبي، وابن كيسان وله اتجاه، وتيأيد بقوله: {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ}. وقوله: {وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا}، أي: عذابا شاقا شديدًا موجعًا مؤلما [ تفسير ابن كثير: 8/243  ]  قال ابن قتيبة:  المعنى لو آمنوا جميعاً لوسعنا عليهم في الدنيا، وضرب الماء الغدق مثلاً؛ لأن الخير كله والرزق بالمطر، وهذا كقوله: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الكتاب ءامَنُواْ واتقوا} [المائدة: 65]، وقوله: {وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3]، وقوله: {فقلت استغفروا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً . يُرْسِلِ السماء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .