أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــة الواحدة والأربعون في موضــــــــــــــــــوع المقسط

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة والأربعون في موضوع (المقسط) من اسماء الله الحسنى وصفا ته وهي بعنوان : { وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً  }  :

والقاسطون غير المقسطين، فالمقسطون على منابر من نور، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن المقسطينَ، عند اللِه، على منابرَ من نورٍ. عن يمينِ الرحمنِ عز وجل. وكلتَا يديهِ يمينٌ؛ الذين يعدلونَ في حُكمهِم وأهليهِم وما وُلّوا» (صحيح مسلم)، أما القاسطون فهم: الجائرون الظالمون [ سلسلة التفسير لمصطفى العدوي: 76/8 ]

والقاسط: اسم فاعل قسط من باب ضرب، قسطا بفتح القاف وقسوطا بضمها، أي جار فهو كالظلم يراد به ظلم المرء نفسه بالإشراك، وفي الكشاف: أن الحجاج قال لسعيد بن جبير حين أراد قتله، ما تقول في؟ قال: قاسط عادل، فقال القوم ما أحسن ما قال حسبوا أنه وصفه بالقسط بكسر القاف والعدل، فقال الحجاج: يا جهلة إنه سماني ظالما مشركا، وتلا لهم قوله تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً}، وقوله تعالى: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1] [ التحرير والتنوير:29/220 ] {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً}، وهذا التقرير من الجن بأن منهم صالحين وغير صالحين، مسلمين وقاسطين، يفيد ازدواج طبيعة الجن، واستعدادهم للخير والشر كالإنسان، إلا من تمحض للشر منهم وهو إبليس وقبيله، وهو تقرير ذو أهمية بالغة في تصحيح تصورنا العام عن هذا الخلق. فأغلبنا حتى الدارسين الفاقهين على اعتقاد أن الجن يمثلون الشر، وقد خلصت طبيعتهم له، وأن الإنسان وحده بين الخلائق هو ذو الطبيعة المزدوجة، وهذا ناشئ من مقررات سابقة في تصوراتنا عن حقائق هذا الوجود كما أسلفنا، وقد آن أن نراجعها على مقررات القرآن الصحيحة! [ في ظلال القرآن، سيد قطب: 7/367 ] {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا لِنَفْتِنَهُمْ فِيه}، اختلف المفسرون في معنى هذا على قولين: أحدهما: وأن لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام وعدلوا إليها واستمروا عليها، {لأسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}، أي: كثيرًا، والمراد بذلك سَعَة الرزق. كقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإنْجِيلَ وَمَا أُنزلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [المائدة: 66]، وكقوله: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ} [الأعراف:96]، وعلى هذا يكون معنى قوله: {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ}، أي: لنختبرهم، كما قال مالك، عن زيد بن أسلم: {لِنَفْتِنَهُمْ}، لنبتليهم، من يستمر على الهداية ممن يرتد إلى الغواية.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .