أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــة الثالثة والعشرون في موضـــــــــــــــــــــــوع المقسط

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  وبعد : فهذه

الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع (المقسط) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان : إن المقسطين عند الله على منابر من نور :

حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضى الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: إن المقسطين عند الله على منابر من نور: الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُوا[1]، رواه مسلم.

إن المقسطين، أي: العادلين، عند الله على منابر من نور رفعاً لمكانتهم، وتشريفاً لهم، وتنويهاً، ثم وصفهم فقال: الذين يعدلون في حكمهم ، وهذا يدخل فيه الحكم بين الخصوم، كالقاضي، وكذلك يدخل فيه الحكم بمعنى سياسة الناس، وتدبير شئونهم، كما هو الحال في أصحاب الولايات، ويدخل فيه أيضاً الحكم فيما يطلب فيه العدل والقسط.

والله جل جلاله يقول:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ } [النساء:135]، فإذا تكلم الإنسان يتكلم بعدل، والله يقول: { وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } [المائدة:8]. يعني: لا تحملك العداوة لأحد على ألا تعدل معه.

وأمر بإقامة الشهادة على الوجه المطلوب، بصرف النظر عن حال المشهود له، أو حال المشهود عليه، فقال:{ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا } [النساء:135]، فالغني قد يشهد معه الناس لغناه، وقد يشهدون ضد الفقير، يقولون: هذا غني، الضرر الواقع عليه يسير، وهذا مسكين ضعيف،{ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا } [النساء:135]، فالعدل مطلوب.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .