أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة الثانية والسبعون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثانية والسبعون بعدالمائة  في موضوع ( الديّان ) من اسماءالله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : خطبة جمعة – عن اسم "الدّيان"

      إن من أسماء الله -سبحانه- التي وردت في السنة النبوية اسم "الدّيان", فتعالوا نغذي إيماننا بمعرفة دليله ومعناه وآثاره الإيمانية في حياة المسلم، جاء من حديث عبد اللهِ بنُ أُنَيسٍ قال: سمِعْتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم- يقولُ: "يَحشُرُ اللهُ العبادَ يومَ القيامةِ، أو قال النَّاسَ يومَ القيامةِ حُفاةً عُراةً غُرْلًا بُهْمًا قال قُلْنا وما بُهْمًا قال ليس معهم شيءٌ، ثُمَّ يُنادِيهم بصوتٍ يسمَعُه مَن بَعُد كما يسمَعُه مَن قَرُب: أنا الدَّيَّانُ أنا المَلِكُ لا ينبَغي لأحدٍ من أهلِ النَّارِ أن يدخُلَ النَّارَ وله عند أحدٍ من أهلِ الجنَّةِ حقٌّ حتَّى أقُصَّه منه، ولا ينبَغي لأحدٍ من أهلِ الجنَّةِ أن يدخُلَ الجنَّةَ ولأحدٍ من أهلِ النَّارِ عنده حقٌّ حتَّى أقُصَّه منه حتَّى اللَّطمةَ" قال: قُلْنا كيف وإنَّما نأتي عُراةً غُرْلًا بُهْمًا؟ قال: "الحسناتُ والسَّيِّئاتُ " (أخرجه أحمد والترمذي وحسنه الألباني).

أيها المؤمنون: ولاسم الله "الديان" معاني ومدلولات منها: أن الديان: هو المجازي المحاسب، إذ يوم القيامة يجمع الله الأولين والآخرين عراة

ليس عليهم ثياب, حفاة بلا نعال، غرلاً غير مختونين، بُهمًا ليس معهم

شيء من متاع الدنيا, ثم يحاسبهم ويجازيهم على ما قدموا في حياتهم الدنيا.

ولذلك سُمّي يوم القيامة بيوم الدين؛ لأنه يوم الحساب والجزاء, قال تعالى: (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ) [النور: 25] قال ابن عباس: "(دينهم) أي: حسابهم"، وقال تعالى يحكي قول الكفار: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ) [الصافات: 53]، أي: "لمجزيون بأعمالنا".

ومن معاني اسم الله الديَّان: أنه القهّار المذلّل المطوع لسائر الموجودات, دانت له الخليقة, وعنت له الوجوه, وذلت لعظمته الجبابرة، ملك قاهر على عرش السماء مهيمن، يرضى على من يستحق الرضا ويثيبه ويكرمه ويدنيه، ويغضب على من يستحق الغضب ويعاقبه ويهينه ويقصيه، فيعذب من يشاء ويرحم من يشاء، ويعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، ويقرب من يشاء، ويقصي من يشاء، فهو الديان الذي يدين العباد أجمعين لحكمه وقهره.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .