أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة التاسعة والستون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة التاسعة والستون بعدالمائة  في موضوع ( الديّان ) من اسماءالله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *وعند الله تجتمع الخصوم :

وهكذا ذكره الأشعري في كتاب المقالات عن أهل السنة والحديث قال:‏ ويقولون:‏ إن القرآن كلام غير مخلوق، والكلام في الوقف، واللفظ بدعة. من قال باللفظ أو الوقف فهو مبتدع.‏                      وعندهم لا يقال:‏ اللفظ بالقرآن مخلوق، ولا يقال:‏ غير مخلوق.‏ وليس في الأئمة والسلف من قال:‏ إن الله لا يتكلم بصوت، بل قد ثبت عن غير واحد من السلف والأئمة أن الله يتكلم بصوت، وجاء ذلك في آثار مشهورة عن السلف والأئمة، وكان السلف والأئمة يذكرون الآثار التي فيها ذكر تكلم الله بالصوت، ولا ينكرها منهم أحد، حتى قال عبد الله بن أحمد:‏ قلت لأبي:‏ إن قوماً يقولون:‏ إن الله لا يتكلم بصوت، فقال:‏ يا بني هؤلاء جهمية، إنما يدورون على التعطيل.‏ ثم ذكر بعض الآثار المروية في ذلك.‏

وكلام البخاري في ‏[‏كتاب خلق الأفعال‏]‏ صريح في أن الله يتكلم بصوت، وفرق بين صوت الله وأصوات العباد، وذكر في ذلك عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك ترجم في كتاب ‏[‏الصحيح‏]‏ باب في قوله تعالى:‏ ‏{‏‏حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}‏‏ ‏[‏سبأ:‏23‏]‏، وذكر ما دل على أن الله يتكلم بصوت وهو القدر.‏

وكما أنه المعروف عند أهل السنة والحديث، فهو قول جماهير فرق الأمة، فإن جماهير الطوائف يقولون:‏ إن الله يتكلم بصوت مع نزاعهم في أن كلامه هل هو مخلوق، أو قائم بنفسه؟ قديم أو حادث؟ أو ما زال يتكلم إذا شاء؟ فإن هذا قول المعتزلة، والكرامية، والشيعة وأكثر المرجئة، والسالمية، وغير هؤلاء من الحنفية والمالكية، والشافعية، والحنبلية، والصوفية.‏

وليس من طوائف المسلمين من أنكر أن الله يتكلم بصوت إلا ابن كلاب ومن اتبعه كما أنه ليس في طوائف المسلمين من قال:‏ إن الكلام معنى واحد قائم بالمتكلم إلا هو ومن اتبعه، وليس في طوائف المسلمين من قال:‏ إن أصوات العباد بالقرآن قديمة أزلية، ولا أنه يسمع من العباد صوتاً قديماً، ولا أن القرآن نسمعه نحن من الله، إلا طائفة قليلة من المنتسبين إلى أهل الحديث من أصحاب الشافعي وأحمد وداود وغيرهم، وليس في المسلمين من يقول:‏ إن الحرف الذي هو مداد المصاحف قديم أزلي، فإثبات الحرف والصوت بمعنى أن المداد وأصوات العباد قديمة بدعة باطلة لم يذهب إليها أحد من الأئمة، وإنكار تكلم الله بالصوت، وجعل كلامه معنى واحداً قائماً بالنفس بدعة باطلة لم يذهب

 إليها أحد من السلف والأئمة.‏

والذي اتفق عليه السلف والأئمة : ‏أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود، وإنما قال السلف:‏ ‏[‏منه بدأ‏]‏؛ لأن الجهمية من المعتزلة وغيرهم كانوا يقولون:‏ إنه خلق الكلام في المحل، فقال السلف:‏ منه بدأ أي:‏ هو المتكلم به فمنه بدأ، لا من بعض المخلوقات، كما قال تعالى:‏‏{‏‏تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}‏‏‏ ‏[‏الزمر:‏1‏]‏ وقال تعالى:‏ ‏{‏‏وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي‏}‏‏ ‏[‏السجدة:‏13‏]‏، وقال تعالى:‏ ‏{‏‏وَيَرَى أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ‏}‏‏ ‏[‏سبأ:‏6‏]‏، وقال تعالى:‏ ‏{‏‏قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ‏}‏‏ ‏[‏النحل:‏102‏]‏، ومعنى قولهم:‏‏[‏إليه يعود‏]‏ أنه يرفع من الصدور والمصاحف، فلا يبقى في الصدور منه آية ولا منه حرف كما جاء في عدة آثار.

[ الأنترنت – موقع طريق الإسلام - مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - الجزء السادس ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .