أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة الثامنة والستون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثامنة والستون بعدالمائة  في موضوع ( الديّان ) من اسماءالله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *وعند الله تجتمع الخصوم :

وبينا الأجوبة القاطعة عن كلام الفلاسفة على طريقة السلف والأئمة، وأنه من قال بموجب نصوص القرآن والسنة أمكنه أن يناظر الفلاسفة مناظرة عقلية يقطعهم بها، ويتبين له أن العقل الصريح مطابق للسمع الصحيح.‏

وبينا أيضاً كيف تجيبهم كل طائفة من طوائف أهل القبلة؛ لأنهم أقرب إلى الحق من الفلاسفة، فيمكنهم أن يجيبوهم بالإلزام جواباً لا محيص للفلاسفة عنه، ويمكنهم أن يقولوا للفلاسفة:‏ قولكم أظهر فساداً في الشرع والعقل من قول كل طائفة من طوائف المسلمين،فتقول لهم كل طائفة من طوائف المسلمين:‏ إذا لم يمكنا أن نجيبكم بجواب قاطع يحل شبهتكم غير الجواب الإلزامي إلا بموافقتكم فيما يخالف الشرع والعقل، أو موافقة إخواننا المسلمين فيما لا يخالف الشرع، ويمكن أيضاً ألا يخالف العقل كان هذا أولى فإن الفلاسفة طمعت في طوائف أهل القبلة بما ابتدعه كل فريق،فأخذت بدعة أصحابها واحتجت بها عليهم،فأمكن صاحب ذلك القول المبتدع أن يقول: ‏رجوعي عن هذا القول المبتدع مع موافقتي لما دل عليه الكتاب والسنة، وأقوال سلف الأمة، أحب إلى من أن أوافق الفلاسفة على قول أعلم أنه كفر في الشرع، مع أن العقل أيضاً يبين فساده.‏

وأما السلف والأئمة، فلم ينقل عن أحد منهم أنه قال بقول من قال:‏ إن القرآن مخلوق، ولا بقول من قال:‏ إنه معنى واحد قائم بالذات هو الأمر، والنهي والخبر، وهو مدلول التوراة، والإنجيل، والقرآن، وغير ذلك من العبارات، ولا بقول من قال:‏ إنه أصوات قديمة أزلية لا تتعلق بمشيئته وقدرته، ولا بقول من قال:‏ إن الله كان لا يتكلم حتى أحدث

 لنفسه كلاماً صار به متكلماً.‏

وأما القول بأن أصوات العباد بالقرآن أو ألفاظهم قديمة أزلية، فهذا أيضاً من البدع المحدثة، التي هي أظهر فساداً من غيرها، والسلف والأئمة من أبعد الناس عن هذا القول.‏ والعقل الصريح يعلم أن من جعل أصوات العباد قديمة أزلية، كان قوله معلوم الفساد بالضرورة.‏

ولكن أصل هذا تنازعهم في مسألة اللفظ.‏والمنصوص عن الإمام أحمد ونحوه من العلماء أن من قال:‏ إن اللفظ بالقرآن والتلاوة مخلوقة، فهو جهمي، ومن قال:‏ إنه غير مخلوق، فهو مبتدع؛ لأن اللفظ والتلاوة يراد به الملفوظ المتلو، وذلك هو كلام الله.

‏‏ فمن جعل كلام الله الذي أنزله على نبيه مخلوقاً فهو جهمي.‏

ويراد بذلك المصدر وصفات العباد، فمن جعل أفعال العباد وأصواتهم غير مخلوقة.  فهو مبتدع ضال.‏

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .