أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة السابعة والستون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السابعة والستون بعدالمائة  في موضوع ( الديّان ) من اسماءالله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *وعند الله تجتمع الخصوم :

فقول القائل:‏ الكلام معنى واحد، كقوله:‏ الوجود واحد، فإن أراد به أنه نوع واحد، أو جنس واحد، أو صنف واحد، ونحو ذلك، لم يكن ذلك مثل أن يريد أنه عين واحدة، وذات واحدة، وشخص واحد، فإن هذا مكابرة للحس، والعقل والشرع، وأما الأول فمراده أن بين ذلك قدراً مشتركاً، كما أن الموجودات تشترك في مسمى الوجود، وأنواع الكلام

تشترك في مسمى الكلام، وقد بسط هذا كله في غير هذا الموضع.‏

ثم إن طائفة أخرى لما عرفت فساد قول ابن كلاب في مسألة الكلام، ووافقته على أصله في أن الله لا يقوم به ما يتعلق بمشيئته وقدرته، وكان من قولها:‏ إن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولم يكن عندها إلا قديم لا يتعلق بمشيئة الله وقدرته، أو مخلوق منفصل عنه، لزمها أن تقول:‏ إن الله يتكلم بصوت أو أصوات قديمة أزلية لا تتعلق بمشيئته وقدرته، وأنه لم يزل ولا يزال متصفاً بتلك الأصوات القديمة الأزلية

اللازمة لذاته.‏

وهذا القول يذكر عن أبى الحسن بن سالم، شيخ أبي طالب المكي إن صح عنه لكنه قول كثير من أصحاب ابن سالم، ومن وافقهم من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم.‏

وقالت الكرامية، وطائفـة كثيرة مـن المرجئة والشيعة وغيرهم:‏ إن الله يتكلم بأصوات تقوم به تتعلق بمشيئته وقدرته، وأنه تقوم به الحوادث المتعلقة بمشيئته وقدرته، لكن ذلك حادث بعد أن لم يكن، وأن الله في الأزل لم يكن متكلماً إلا بمعنى القدرة على الكلام،وأنه يصير موصوفاً بما يحدث بقدرته وبمشيئته بعد أن لم يكن كذلك، وهؤلاء رأوا أنهم يوافقون الجماعة في أن لله أفعالاً تقوم به تتعلق بمشيئته وقدرته، ويقوم به غير ذلك من الإرادات والكلام الذي يتعلق بمشيئته وقدرته.‏

لكن قالوا:‏لا يجوز أن تتعاقب عليه الحوادث، فرقن ما تعاقبت عليه الحوادث فهو محدث، ووافقوا المعتزلة في الاستدلال بذلك على حدوث العالم.

‏‏ فكما أن ابن كلاب فرق بين الأعراض والحواد، فرقق هؤلاء في

الحوادث بين تجددها، وبين لزومها، فقالوا بنفي لزومها له دون نفي حدوثها، كما قالوا في المخلوقات المنفصلة:‏إنها تحدث بعد أن لم تكن بمشيئته وقدرته.‏

والفلاسفة الدهرية يطالبون هؤلاء كلهم بسبب حدوث الحوادث بعد أن لم تكن، وإن ذلك يستلزم الترجيح بلا مرجح، و الحوادث بلا سبب حادث، قالوا:‏ وهو ممتنع في صريح العقل، وهذا أعظم شبههم في قدم العالم وهي المعضلة الزَّبَاء ‏[‏أي:‏ العظيمة.‏ انظر:‏ لسان العرب، مادة:‏ زبى‏]‏، والداهية الدهياء وقد ضاق هؤلاء عن جوابهم، حتى خرجوا إلى الالتزام، وقد بسطنا الكلام على ذلك في غير هذا الموضع.‏

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .