أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة السابعة والأربعون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السابعة والأربعون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماءالله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *ومن معاني الديان : المجازي والمحاسب : حسيب بمعنى المحاسب (وهو أسرع الحاسبين )

قال - تعالى -:﴿ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ﴾[الغاشية: 25، 26].

وقال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴾ [الرعد: 21].

وقال - تعالى - للمكذبين للرسل: ﴿ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [الرعد: 18].

وقال - تعالى -: ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ ﴾ [الصافات: 24]، وغيرها

من الآيات في القرآن.

أما السنة، ففي الحديث الذي مرَّ معنا في الباب دليلٌ على إثبات الحساب يوم القيامة، وهذا الذي فَهِمه الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - فقد روى ابن أبي الدنيا عن عمر - رضي الله عنه - قال: "حاسِبوا أنفسَكم قبل أن تحاسَبوا، وزِنُوا أعمالكم قبل أن تُوزَنوا؛ فإنه أخف عليكم في الحساب غدًا أن تحاسِبوا أنفسكم اليوم، وتزيَّنوا للعرض الأكبر: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18][ راوه أبو نعيم في الحلية (1/52)، وابن المبارك في الزهد (306)، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس والإزراء عليها (22).]

أما أنواع الحساب، فنوعان: حساب عرض، وحساب نقاش :

أما حساب العرض: وهو عرض العمل على العبد فقط، وليس فيه نقاش، وليس فيه مطالبة بنتائج النعيم؛ ففي الصحيح عن صفوان بن محرز المازني، قال: بينما أنا أمشي مع ابن عمر - رضي الله عنه - آخذ بيده؛ إذ عرض رجل، فقال: كيف سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النجوى؟ فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الله يُدْنِي المؤمن فيضع عليه كنفَه، ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، أيْ ربِّ، حتى إذا قرَّره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هَلَك، قال: سترتُها عليك في الدنيا، وأنا أغفرُها لك اليوم، فيُعطَى كتاب حسناته، وأما الكافر والمنافقون، فيقول الأشهاد: ﴿ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18]))[ البخاري (2441)، ومسلم (2768).] وهذا ليس لكل الناس؛ إنما للمؤمنين فقط.

أما حساب النقاش :

ففيه مطالبة العبد بنتائج النعم، فصاحبه هالكٌ لا محالة؛ قال - تعالى -: ﴿ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ﴾ [الأحقاف: 20].

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا، وفيه: ((فيلقى العبد فيقول: أي فُلْ، ألم أُكرمْك، وأسوِّدْك، وأزوِّجْك، وأسخِّرْ لك الخيل والإبل، وأذَرْك ترأسُ وتربع؟ فيقول: بلى، قال: فيقول: أفظننتَ أنك ملاقيَّ؟ فيقول: لا، فيقول: فإني أنساك كما نسيتني، ثم يلقى الثاني، فيقول: أي فُلْ، ألم أكرمْك، وأسوِّدْك، وأزوجْك، وأسخِّر لك الخيل والإبل، وأذرْك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى، أي رب، فيقول: أفظننت أنك ملاقيَّ؟ فيقول: لا، فيقول: فإني أنساك كما نسيتني، ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك، فيقول: يا رب، آمنتُ بك، وبكتابك، وبرسلك، وصلَّيت، وصُمْت، وتصدَّقت، ويُثنِي بخير ما استطاع، فيقول: ها هنا إذًا، قال: ثم يقال له: الآن نبعثُ شاهِدَنا عليك، ويتفكَّر في نفسه: من ذا الذي يشهد عليَّ؟! فيُختَم على فِيه، ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: انطقي؛ فتنطق فخِذُه ولحمُه وعظامه بعمله؛ وذلك ليُعذِرَ من نفسه، وذلك المنافق، وذلك الذي يسخط الله عليه)[ مسلم (2968).][الأنترنت – موقع شبكة الألوكة  - ما جاء في الحساب اليسير - أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .