أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة الخامسة والأربعون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الخامسة والأربعون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماءالله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:

*كلام العلماء في معاني اسمه تعالى القاهر القهَّار:

يقول الخطابي: "القهَّار هو الذي قهر الجبابرة من عُتاة خلقه بالعقوبة وقهر الخلق كلهم بالموت".

يقول الزجَّاج: "قهر المعاندين بما أقام من الآيات والدلالات على

وحدانيته وقهر جبابرة خلقه بعز سلطانه وقهر الخلق كلهم بالموت".

يقول ابن كثير: {...الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ...} [الأنعام:18]، هوالذي خضعت له الرقاب وذلت له الجبابرة وعنت له الوجوه وقهر كل شيء دانت له الخلائق وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوه وقدرته على الأشياء واستكانت وتضائلت بين يديه وتحت قهره وحكمه ما يكون هو، فقال ابن جرير الطبري: "القاهر هو المُذَلِل المُستعبِد خلقه العالي عليهم".

فسبحانه يحب أن يراك ذليلاً بين يديه، وهذا من تمام العبودية، وهو أعظم العز، لأنك إن لم توحده وتذل له ستذل لكل شيء ويتشتت قلبك بين كل شيء وتحمل هم  كل شيء وتجد الابتلاءات والأمراض وغيره وسل أهل العشق عن مثل ذلك يحدثونك، أما إن ذللت له وحده وأحببته وحده حبب فيك الخلق جميعا وكتب لك الغلبة في الأرض فتعز وتقوى وتدخل في حمى العزيز القهار.

[الأنترنت – طريق الإسلام – شرح وأسرار الأسماء الحسنى – اسما الله القاهر والقهار]

معاملة اسم "القهار" بمقتضاه من أفعال العباد:

على العبد فيما بين بدايته ونهايته أن يذل لله عز وجل الذل الاختياري الذي هو الدخول في طاعة الله، وأن لا يعارض أوامر الله برأيه أو

بذوقه أو بسياسته أو بعقله، أو بغير ذلك مما يُعارِض به الناس شرع الله عز وجل فيظنون أن لهم الحق في الخروج عن ذلك الشرع.

ولا يناسب العبد أن يتصف بهذه الصفة أو بشيء منها، أو يذل عباد الله أو يغلبهم على إرادتهم إلا من أمر الله سبحانه وتعالى بإذلالهم،

وليس في الحقيقة إذلالاً لشخص، بل هو إذلالٌ لله سبحانه وتعالى، كالكَفَرَةِ الذين أمرالله عز وجل أن يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، وأن يغلبوا على دين الله سبحانه وتعالى فيما أذن الله فيه.

وأما أن يذل من لا يستحق ذلك فهو ظلمٌ وعدوانٌ وطغيانٌ، بل إن حظ العبد من هذا الاسم ينبغي أن يكون الخضوع والذل والانقياد، كما أن حظه من اسم الله "الغفار" أن يتعلق قلبه به سبحانه وتعالى وحده في ستر الذنوب ومحو آثارها، وَمَغْفِرَتُهَا فِي الدُنْيَا وَالآخِرَةِ فَلَا يُعَاقِبُهُ

عَلَيْهَا. [الأنترنت – موقع طريق الإسلام - تأملات في اسم الله "القهار" – ياسر برهامي]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .