أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة الثالثة والثلاثون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثالثة والثلاثون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء

 الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*لتؤدن الحقوق إلى أهلها : 

معلوم في عقيدتنا الإسلامية أن أعمال العباد على ثلاثة أقسام: قسم لا يغفر الله منه شيئا؛ وهو الشرك بالله، وقسم مُعلّق على مشيئة الله؛ إن شاء غفر وإن شاء عذب، وهو حقوقه -سبحانه-، وقسم لا بد فيه من القصاص؛ وهو حقوق العباد، أي: ظلم العباد بعضهم بعضا، فهذا القصاص فيه لا محالة؛ فحقوق الآخرين التي في ذمتك: المادية منها والمعنوية، القليلة منها والكثيرة، هذه لن يترك الله منها شيئا.

فيا عبد الله: كُلُّ حَقٍّ للآخرين تغادر هذه الدنيا وهو في ذمتك ستحاسب عليه في الآخرة عندما تقف بين يدي الواحد الدّيان -سبحانه-؛ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، كما في الصحيح، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ".

قال العلامة ابن عثيمين في شرح هذا الحديث: "أقسم النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدق بغير قسم، أقسم أن الحقوق ستؤدى إلى أهلها يوم القيامة ولا يضيع لأحد حق، الحق الذي لك إن لم تستوفه في الدنيا استوفيته في الآخرة، حتى إنه يقتص للشاة الجلْحاء من الشاة القرناء.

الجلْحاء التي ليس لها قرن. والقرناء التي لها قرن، والغالب أن التي لها قرن إذا ناطحت الجلْحاء التي ليس لها قرن تؤذيها أكثر، فإذا كان

يوم القيامة قضى الله بين هاتين الشاتين واقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء هذا وهن بهائم لا يعقلن ولا يفهمن لكن الله عز وجل حكم عدل أراد أن يرى عباده كمال عدله حتى في البهائم العجم، فكيف ببني آدم؟ ففي يوم القيامة يقتص للمظلوم من الظالم" اهـ.

ولذلك -يا عباد الله- مَنْ حسَب حساب هذا الموقف بين يدي الله

الواحد الدّيان، فإنه يحرص على أن يخرج من هذه الدنيا وذمته بريئة نقية من حقوق العباد، فو الله! لا شيء أنفع للنفس لتمتنع عن أكل حقوق الآخرين من تذكّرها للرحيل من هذه الدنيا، والوقوف بين يدي الله.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .