أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة الثلاثــــــــــون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثلاثون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

يقول مؤلف كتاب "القرآن والتوراة والإنجيل.. دراسة في ضوء العلم الحديث"، موريس بوكاي:"لقد قمت أولًا بدراسة القرآن الكريم، وذلك من دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامّة، باحثًا عن اتفاق نصّ القرآن ومعطيات العلم الحديث.. أدركت بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوي على أي مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث. وبنفس الموضوعية، قمت بالفحص نفسه على العهد القديم والأناجيل. أما بالنسبة إلى العهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتاب الأوّل، أي سفر التكوين،فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخًا في عصرنا. وأما بالنسبة إلى الأناجيل فما نكاد نفتح الصفحة الأولى منها حتى نجد أنفسنا دفعة واحدة في مواجهة مشكلة خطيرة، ونعني بها شجرة أنساب المسيح، وذلك أن نص إنجيل متى يناقض بشكل جلي إنجيل لوقا، وأن هذا الأخير يقدّم لنا صراحة أمرًا لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض".

لقد أودع الله في القرآن من العلوم والمعارف ما سيحتاج إليه البشر إلى قيام الساعة، فكل جيل يأتي وينهل منه، كلٌ في مجاله، فيستفرغوا جهدهم ويستنفدوا وسعهم، ويظل هذا الكتاب المبارك مفعمًا بعجائبه، وكأن لم يقف أحد على سر من أسراره. وإن معجزة القرآن العلمية، تظهر لأهل العلم، في كل مجال من مجالاته، فهي ظاهرة في نظمه، وفي إخباره عن الأولين، وفي إنبائه بحوادث المستقبل، وغيرها. وما من زاوية تنظر منها إلى القرآن إلَّا ورأيت منها وجهًا من هذه العجائب التي لا تنقضي، ومن هنا تتعدَّد أوجه الإعجاز في كتاب الله بتعدّد جوانب النظر فيه.

والمتأمل في أحوال العالم قبل نزول القرآن الكريم، يرى التخلف الهائل في مجال العلوم الكونية، وكيف اختلطت المعارف الكونية للإنسان، بالسحر والكهانة والأوهام، حتى غلبت الخرافة، وسادت الأساطير، على الفكر الإنساني. ولقد انتظرت البشرية طويلاً -بعد نزول القرآن الكريم- إلى أن امتلكت من الوسائل العلمية، ما يكشف لها أسرار الكون، وإذا بالذي يكتشفه العلماء والباحثون بعد طول بحث ودراسة، تستخدم فيها أدق الأجهزة الحديثة، يُرى مقررًا في آية، أو حديث، قبل ألف وأربعمائة عام، وذلك فيما تعرض له الوحي من حقائق.

وإذا كان المعاصرون لرسول الله –صلى اللَّه عليه وسلّم- قد شاهدوا بأعينهم، كثيرًا من المعجزات، فإن الله أرى أهل هذا العصر، معجزة لرسوله تتناسب مع عصرهم، ويتبين لهم بها أن القرآن حق، وتلك البينة المعجزة هي: بينة الإعجاز العلمي، في القرآن والسنة، وأهل عصرنا لا يذعنون لشيء مثل إذعانهم للعلم، وبيناته ودلائله، على اختلاف أجناسهم وأوطانهم وأديانهم. فمازال القرآن كتاب المسلمين المعجزة يتحدى العقول بعد ألف وأربعمائة عام من نزوله وكأنه نزل اليوم ليتحدث عن تفاصيل دقيقة حول أحدث ما توصل إليه العلم في مختلف المجالات.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .