أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة الثامنة والعشرون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثامنة والعشرون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

والإسلام يدعو إلى الشرع القويم، الذي فيه علاج لمشكلات البشرية كافة، في أيّ زمان ومكان، وإلى العبادات الهادية، والمعاملات الكريمة، والأخلاق الرفيعة، والتعاليم السامية، وإلى السماحة والرحمة، والطهر والعفاف، وحسن الأخلاق والمعاملات، وإلى كل الفضائل والمكرمات، ولا ينهى إلا عن كل ما فيه ضرر بالعقل أو الجسم، أو كان مناقضًا لما يُرضي الله، كما أنه ينهى عن الاعتداء على حقوق المسلمين وغير المسلمين، أو الإساءة إليهم، ويربأ بمعتنقيه عن كل أمر فيه دناءة أو مساس بالشرف أو مدعاة للانحطاط والمنافاة للأدب وعزة النفس وعلو الهمّة.

وفيما تزعم اليهودية بأن الجنس اليهودي هو خير الأجناس، بل تسعى جاهدة لترسيخ مثل تلك العنصرية المقيتة في الأذهان الإسرائيلية اليهودية منذ الصغر ومنذ النشأة المبكرة، فإن الإسلام ينبذ العنصرية، ويدعو إلى العدل والإنصاف، فالقاعدة الإسلامية في المفاضلة بين بني البشر كما أُعلن عنها في القرآن، هي: التقوى والعمل الصالح، والتخلّق بالأخلاق الكريمة، وحسن التعامل مع الله (آداء حقه جل وعلا) ومع الناس، وليس اللون أو الجنس أو المال. وفي ذلك يقول اللَّه عزّ وجلّ في القرآن الكريم: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوْبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوْا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيْمٌ خَبِيْرٌ (13) الحجرات.

وعلى النقيض من ذلك، نرى أن اليهودية تنسب إلى أنبياء الله تعالى الكثير من الجرائم والافتراءات التي يستحيل لفطر نقيّة ونفوس زكيّة

وعقول سويّة أن تقبلها في حق إنسان فاضل، عفيف طاهر، فضلًا عن نبي أو رسول قد اختاره الله تعالى واصطفاه عن علم منه جلّ وعلا للنبوة والرسالة. ومن تلك الجرائم والافتراءات التي نسبتها اليهودية إلى أنبياء الله ورسله: أنها نسبت إلى نبي الله هارون عبادة العجل، وأنه قد بنى معبدًا لذلك العجل الذي يعبده، وأنه أمر بني إسرائيل بعبادته، وذلك كما هو مصرّح به في (سفر الخروج، الباب 32)، كما أنها نسبت إلى نبي اللَّه سليمان السحر، وأنه كان ملكًا ساحرًا، وأنه قد ارتدّ في آخر عمره، وكان يعبد الأصنام بعد الارتداد، وأنه قد قام ببناء المعابد لها، ونسبت إلى نبي اللَّه لوط شربه للخمر، وليس ذلك فحسب، بل إنها نسبت إليه أيضًا: أنه قد زنى بابنتيه الكبرى ثم الصغرى، وأن ابنتيه قد حملتا منه من الزنا. وذلك يعني أن اليهود لم تنسب إلى نبي الله لوط الزنا فحسب، بل نسبت إليه أقبح أنواع الزنا، ألا وهو زنا المحارم، لا سيما زنا الأب بابنتيه، كما في (سفر التكوين، الباب 19). ونسبت اليهود إلى نبي الله نوح شربه للخمر وتعرّيه، أي تجرّده من ملابسه، كما في (سفر التكوين 9: 20 – 21). وغير ذلك الكثير والكثير من الجرائم المنكرة، والفواحش الرذيلة، والافتراءات الكاذبة التي نسبتها اليهودية المحرّفة إلى أنبياء الله تعالى ورسله.

إن ما نسبته اليهودية إلى أنبياء الله تعالى، من وقوع وزللٍ في وحل مثل تلك الفواحش والرذائل، يعد دعوة صريحة إلى التيسير والتمهيد والترويج لمثل تلك الفواحش والرذائل المنكرة. وإذا ما ارتضت اليهودية مثل تلك الافتراءات على أنبياء اللَّه ورسله، وهم خير الخلق وأفضلهم، وأقرب الخلق إلى اللَّه وسيلة، وأرفعهم عنده درجة، وأحبهم إليه وأكرمهم عليه، والواسطة بينه وبين خلقه في تبليغهم شرعه ومراده من عباده، فإن ذلك يكون بمثابة التقليل من خطورة هذه الجرائم وغيرها، ويعني التشجيع على ارتكاب مثل تلك الرذائل والفواحش

والجرائم، لأنه إذا لم يسلم أنبياؤها ومرسلوها من السقوط والانغماس في

وحل تلك الرذائل والمنكرات، فهل يسلمون هم؟!!

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .