أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة السابعة والعشرون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السابعة والعشرون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

والدين الحق هو الذي يأمر بالعدل والإنصاف في حق الخالق سبحانه وتعالى بتوحيده، وعدم الإشراك به، وفي حق عباده بإعطاء كل ذي حق حقه، ويأمر بالإحسان في حقه بعبادته وأداء فرائضه على الوجه المشروع، وإلى الخلق في الأقوال والأفعال، ويأمر بإعطاء ذوي القرابة ما به صلتهم وبرُّهم، وينهى عن ظلم الناس والتعدي عليهم، وكل ما قَبُحَ قولًا أو عملًا. وصدق الله القائل في القرآن: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِيْ الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ

يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ (90) النحل.

والإسلام يدعو إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونموذج ذلك في قول اللَّه عزّ وجلّ في القرآن: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُوْنَ بِالْمَعْرُوْفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُوْنَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُوْنَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُوْنَ (110) آل عمران؛ بل جَعْل القرآنُ خيرية هذه الأمة الإسلامية مشترطة بهذه الدعوة السامية الكريمة.

لقد حفظ الإسلام الدّين؛ ولذا حرّم الإسلام الرّدة، وحفظ الإسلام النفوس؛ ولذا حرّم الله القتل وسفك دم أي إنسان بغير حق مسلمًا كان أو غير مسلم، وحفظ الإسلام العقول؛ ولذا حرم الله كل مسكر وكل مخدّر ومفتّر؛ وحفظ الإسلام المال؛ فحرّم السرقة والرّبا وأكل أموال الناس بالباطل، وحفظ الإسلام الأنساب؛ فحرّم الله الزنى والوسائل التي تقرّب منه.

وللإسلام أهداف يرمي إليها بتعاليمه السمحاء، ويأمر بالعمل من أجلها،

ومنها: السمو الروحي عن طريق تقوى الله تعالى ومحاسبة النفس، ومنها المساواة التامة بين عموم الأفراد، ومنها الأخوة الصادقة القائمة على التوادّ والتراحم، ومنها القسط والعدالة العامة، ومنها التعاون، ومنها الإحسان، ومنها التزام الصدق في القول والإخلاص في القول والعمل، والوفاء بالعهد والمحافظة على المواعيد، والصبر على الشدائد، والبر بالوالدين وتوقير الكبير والعطف على الصغير، مع التواضع والحلم والعناية باليتيم والفقير والمسكين، ومنها الامتناع عن الغيبة والنميمة والحسد والخيانة والكذب والتجسس، والغش في المعاملة والتطفيف في الميزان، وغير ذلك من كل ما يؤدي إلى العداوة والبغضاء كالسُكر والمعاملة بالربا.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .