أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة الثالثة والعشرون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثالثة والعشرون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

أما كتاب النصارى المقدّس، فهو يحوي مئات الأخطاء والتناقضات، وذلك باعتراف النصارى أنفسهم. ومع فساد العقيدة النصرانية في الإله الخالق، فإنه لا يوجد في كافة الأناجيل المطروحة مع اختلافها تصريح واحد، أو عبارة واحدة يدّعي فيها المسيح –عليه السلام- أنه الله، أو يقول فيها (اعبدوني)، مما يؤكّد أن الكتاب المقدّس ليس إلا صناعة بشرية من أعداء الله تعالى، وأعداء دينه وأعداء أنبياءه ورسله.

ومن المُناقض للعقل الرشيد، أيضًا أن المسيح –عليه السلام- كان يصلّي، و كان مُتعبِّدًا، وإذا كان ذلك الابن إلهًا كما تزعم النصرانية، فمن كان يعبد؟! فلا يتعبّد إلا من كان مخلوقًا، وليس إلهًا خالقًا، لذلك، فإنه يتبيّن لنا تناقض عقيدة النصرانية بشهادة كتابها مع صريح العقل السويّ. ومن تناقضات النصرانية، أنك تجد في كتابها المقدّس أن المسيح –عليه السلام- نفسه يعلّمهم كيف يُصلّون للَّه، ويعلمهم كيفية الدعاء، حيث قال لهم: "صلوا كذلك، صلوا للَّه وقولوا: واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن للمذنبين إلينا" (انجيل متى 6: 14). وإذا ما علّمهم المسيح –عليه السلام- ذلك من أجل أن يغفر اللَّه خطاياهم، ويكفّر عنهم ذنوبهم، فكيف يكون مات تكفيرًا لخطاياهم؟!

ونجد في أناجيل النصارى أن إلهَهُم المزعوم كان يشرب الخمر، وقد جَرَّبه الشيطان وضلّله أربعين يومًا، وكان يبكي ويحزن ويكتئب، وأنه كان ضعيفًا، وكان يخاف ويهرب متخفيًّا، وأنه كان قد تمّ القبض عليه، وأسْرُه وتقييده، بل إنه (الإله الابن المزعوم) قد بُصق في وجهه، ولُطِم أيضًا على وجهه، ولم يستطع فعل أي شيء، كما يتبيّن ذلك من كتب النصرانية في إنجيل لوقا، وإنجيل متى، وإنجيل يوحنا. ولم تكتف النصرانية في توهّماتها وادّعاءاتها على ذلك فحسب، بل إنها تقول بأن ذلك الابن الذي قد نُسبت إليه الألوهية، قد مات على الصليب بعدما أُهين وعُذِّب، وبصق في وجهه، ولُطِم عليه، وتجعل من ذلك عقيدة لها.

ولا شك، أن ذلك الذي تزعمه النصرانية، لا يمكن أن تقبله فطرة

سويّة أو عقل رشيد، منسوبًا إلى الإله الخالق جلّ وعلا. تعالى الله عز وجل عن كل تلك الادّعاءات الكاذبة والافتراءات الباطلة، علوًا كبيرًا.

ومن التناقضات الصريحة التي تقع فيها النصرانية، أنها تنسب إلى الله تعالى الولد افتراءً عليه، وتقول بأن المسيح هو ابن الله المولود، وليس المخلوق. والتساؤل: كيف يكون مولودًا وليس مخلوقًا؟! وهل يولد الإله (حيث تزعم النصرانية ألوهية المسيح)؟! وأي عقل راجح رشيد يقبل مثل ذلك؟! فكون المسيح مولودًا، فإن ذلك يعني أنه (المسيح) في احتياج لمن خلقه وأوجده. ويعني أيضًا، أن المسيح كان قبل ولادته عدمًا، أي لم يكن شيئًا، ومن ثم فإنه لا يملك شيئًا. ومن ثم يتضح لنا: أن المسيح لم يكن إلا مخلوقًا مُكرمًا من الله تعالى، خلقه المولى سبحانه وتعالى من غير أب، كما خلق آدم عليه السلام من غير أب، بل ومن غير أم أيضًا.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .