أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة الثانية والعشرون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثانية والعشرون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

بينما نجد أن الأديان البشرية أو الشركية أو المحرّفة، وفي مقدمتها اليهودية والنصرانية، جميعها مليئة بالتناقضات والتعقيدات، نجد أن الإسلام رسالة عالمية واضحة لا تعارض فيها ولا تناقض، ولا غموض فيها ولا أسرار، رسالة عالمية يسيرة مُيسِّرة، صالحة لكل زمان ومكان. وجميع الشبهات التي أثارها الملحدون أو أصحاب الديانات الأخرى، بأن هناك تناقضات في القرآن الكريم، تنم عن جهلهم به أو بلغته، وقد قيّض الله للإسلام علماء راسخين يبيّنون زيف شبهاتهم. ولو كان في القرآن شيء من التناقض لأثاره أعداء الدين الإسلامي قديمًا، فقد نزل القرآن على أمّة برع أهلها في علم الكلام إنشاءً ونقدًا وبلاغة، ولم يستطيعوا أن يجدوا في القرآن مطعنًا، رغم رفضهم لرسالة الإسلام ومحاولاتهم المختلفة أن يظهروا للناس معايب تلك الرسالة ويصدون الناس عنها. لقد قالوا عن النبي مُحمَّد –صلى الله عليه وسلّم- إنه ساحر أو مسحور أو شاعر أو مجنون، ولكنهم لم يطعنوا في القرآن من حيث أسلوبه وإحكام سبكه؛ بل مُنْصفهم يقرُّ أن هذا القرآن ليس من كلام البشر، وهذا مدوّن في كتب السير والتاريخ وغيرها، فكيف يأتي الآن من لا يفهم العربية أصلًا، ولا يتكلمها على وجه صحيح فصيح، ثم ينتقد هذا الكتاب العظيم، فيما لم يمكن لأولئك أن ينتقدوه فيه؟!! أظن أن أيّ عاقل منصف لا يقبل ذلك. فمشركو العرب المتقدمون أكثر احترامًا لعقولهم وعقول من يخاطبونهم من هؤلاء المتأخرين.

القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي يخلو من أي قصور أو خطأ أو تناقض، بل جميع ما فيه هو الحكمة والخير والعدالة والإعجاز، وعلى خلاف ذلك كتب الأديان الأخرى، فالتوراة التي بين أيدي اليهود الآن، مليئة بالأخطاء والتناقضات والتحريفات البيّنة الواضحة التي يصعب حصرها. ويقول المسيحيون القدماء، بأن اليهود قد حرّفوا التوراة لتصبح الترجمة اليونانية غير معتبرة، ولعناد المسيحية. وباعتراف اليهود أنفسهم، فإن ما بأيدي اليهودية الآن ليست بالتوراة التي جاء بها موسى -عليه السلام-، لأن التوراة نزلت باللغة الهيروغليفية في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، بينما حدث أوّل تدوين لأسفارها في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد، الأمر الذي يعني أن التراث اليهودي قد ظل تراثًا شفهيًا ومتقطّع السند لمدة ثمانية قرون، أصاب التوراة خلال هذه القرون ما أصابها من التغيير والتبديل، والتحريف والتلويث، من قِبَل الأيدي الخفيَّة ذات المصالح والمطامع، والانقياد تبعًا للأهواء والشهوات.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .