أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة الواحدة والعشرون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة والعشرون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

تاسعًا: الدين الحق يخلو من التعارض والتناقض :

مع تقدم معرفة البشر وفهمهم، فإنهم لا يزالون يرتكبون الأخطاء، ولا تزال جميع الدساتير والتشريعات والأنظمة التي يضعها البشر في جميع الأزمنة والعصور تحتاج بشكل مستمر إلى التصحيح والتنقيح والتغيير كلما ظهر للناس عيوبها وأخطاؤها وتبعاتها السلبية. ويقول القاضي الفاضل أستاذ العلماء البلغاء عبدالرحيم بن علي البيسانيّ وهو يعتذر إلى العماد الأصفهاني عن كلام استدركه عليه: "إنه قد وقع لي شيء وما أدري أوقع لك أم لا؟ وها أنا أخبرك به وذلك أني رأيتُ أنه لا يكتب أحد كتابًا في يومهِ إلا قال في غَدِهِ: لو غُيَّر هذا لكان أحسن، ولو زيد هذا لكان يُستحَسن،ولو قُدَّم هذا لكان أفضل، ولو تُرِك هذا لكان

أجمل ، وهذا أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر".

وبما أن الدين الحق هو دين الخالق المعبود، المتّصف بصفات الكمال كلها، والذي يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون، فلابد لهذا الدين أن يكون خاليًا من التعارض والتناقض. وأي دين يحوي متناقضات ومتعارضات وغير مطابق للواقع، فليس هو الدين الحق المنزّل من عند عالم الغيب والشهادة سبحانه وتعالى، وإنما هو دين بشري من كلام البشر، أو دين سماوي دخلته أيدي البشر فأخرجته عن إطاره

الرباني، فالبشر أخبارهم قد توافق الواقع وقد تخالفه.

وأيّ دين يحوي مطابقة بعض أخباره المستقبلية للواقع دون بعض فهو من كلام البشر، فالبشر قد يتنبأون بالشيء فيحدث وقد لايحدث، وأيّ دين يحوي موافقة العقل لبعض أحكامه دون بعض فهو دين بشري من كلام البشر؛ لأن كلام البشر قد يتوافق مع المعقول وقد يختلف، وأيّ دين يناقض بعضه بعضًا فهو من كلام البشر، فدين الله الحق منزّه عن التناقضات. وإجمالًا، فإن كل دين ليس من عند الله عزّ وجلّ لا يخلو عن تناقض واختلاف. وصدق اللَّه القائل في القرآن: أَفَلَا يَتَدَبَّرُوْنَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوْا فِيْهِ اخْتِلَافًا كَثِيْرًا (82) النساء. ولو كان القرآن الكريم ليس من عند الله، فستكون هناك حتمًا اختلافات وتناقضات وأوجه قصور عبر العصور.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .