أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــة الثامنة عشرة بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثامنةعشرة بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله

الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

إن القرآن الكريم، دستور الإسلام، هو الكتاب الوحيد الذي تكفّل اللَّه عزّ وجلّ بحفظه من أي تحريف أو تغيير أو تبديل. ومن واقع إيماننا الراسخ بقول ربنا عزّ وجلّ: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر، فإننا على يقين تام واعتقاد جازم بأن القرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم لا يختلف في شيء من مضمونه ولا نظمه وترتيبه عمّا هو عليه في اللَّوح المحفوظ، وأن كل آية وكل كلمة في القرآن الكريم الذي بين أيدينا الآن نزل بها الوحي من عند الله عزّ وجلّ.

والسؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن: لماذا لم يتكفّل اللَّه عز وجل بحفظ الكتب الأخرى؟ إذا تأمّلت جميع الكتب التي نزلت قبل القرآن الكريم، وفي مقدمتها التوراة والإنجيل، كانت خاصة بأمّة من الأمم، أو زمان من الأزمنة، ولم يُرد اللَّه عزّ وجل لها الخلود والدوام، بل أراد من هذه الكتب أن تكون مصدر إرشاد وتعليم لفترة من الزمن ولفئة من البشر، وما فيها من أحكام كانت ملبية لاحتياجات تلك الفترة الزمانية، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: أُعطيتُ خمسًا لم يُعطَهنَّ أحد قبلي.. وذكر منها "وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة". (رواه البخاري). ويفهم من ذلك أن بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- للناس كافة، وأن كل الأديان السماوية السابقة منسوخة بالإسلام، ومن عرفه ولم يؤمن به فهو هالك، ولا ينفعه إيمانه بالأنبياء السابقين. فالأديان السابقة جميعها كانت محدودة الزمان والمكان والمحتوى، ولذا روي عن المسيح عليه السلام قوله: "لم أرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة". (إنجيل متى 15-21). وفي المقابل، يقول اللَّه عزّ وجلّ في القرآن مخاطبًا عبده ونبيه مُحمَّدًا -صلى الله عليه وسلم-: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيْرًا وَنَذِيْرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُوْنَ (28) سبأ. ولذلك حفظ اللَّه عز وجل القرآن الكريم، دون غيره من الكتب، لأنه دستور الدين الحق الذي ارتضاه للناس جميعًا، وهو الدين الأشمل والأكمل والأتم، فلا دين بعد الإسلام، ولا كتاب بعد القرآن.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .