أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــة السابعة عشرة بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السابعةعشرة بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله

الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

وفي المقابل، فإنك لا تجد أي دين آخر من الديانات التي ينتمي أهلها إلى نبي من الأنبياء، له سند متصل بذلك النبي. وعلى سبيل المثال، فإن الإنجيل الذي قد جاء به المسيح عيسى ابن مريم- عليه السلام- لم يُكتب في عهده، وإنما كانت كتابته بعد ما يُقارب 300 عامًا من رسالته، ومن ثم تعدّدت الأناجيل مع ما بها من اختلافات وتناقضات، وتعرّضت للمراجعات والتنقيحات، حتى أصبح لدينا اليوم أكثر من ستة آلاف إنجيل مختلف. ولم يتوقَّف الأمر عند هذا الحد، فمع مرور الوقت تعجز نصوص الإنجيل المحرَّفة أصلًا عن مواكبة التطورات والأحداث، فيعمد إليها النصارى من حين إلى آخر بمزيد من التنقيح والتحريف.

أما التوراة، وهي الكتاب الذي أنزله اللَّه –سبحانه وتعالى– على موسى –عليه السلام-، وقد نزل باللغة الهيروغليفية، وهي لغته ولغة بني إِسرائيل في مصر في ذلك الزمان، أي قبل نشأة اللغة العبرية بأكثر من مائة سنة، إِذ العبرية – في الأصل– لهجة كنعانية. والسؤال: أين هي التوراة التي نزلت على موسى بالهيروغليفية؟ فهل لها أي وجود أو أثر في التراث الديني اليهودي؟  الجواب الذي يُجمع عليه اليهود: أنه لا وجود لهذه التوراة. والأمر الأهم من ذلك، هو أن التوراة نزلت على موسى –عليه السلام- بالهيروغيلفية في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، بينما حدث أوّل تدوين لأسفار العهد القديم، وفي مقدمتها أسفار موسى الخمسة، على يدي "عزرا"، أي في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد، وبعد عودة اليهود من السبي البابلي (597 – 538 ق. م)، الأمر الذي يعني أن التراث اليهودي قد ظل تراثًا شفهيًا ومتقطّع السند لمدة ثمانية قرون، عبد خلالها بنو إِسرائيل الأوثان، وانقلبوا فيها على أنبيائهم في الكثير من الأحيان فقتلوهم.

وقد أخبرنا الله عز وجلّ في آيات القرآن عن تحريف اليهود للتوراة، وتحريف النصارى للإنجيل،  وطالبهم بأن يتّبعوا رسوله مُحمَّد –صلى اللَّه عليه وسلّم- والكتاب الذي أنزل عليه وهو القرآن الكريم: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُوْلُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيْرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُوْنَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُوْ عَنْ كَثِيْرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُوْرٌ وَكِتَابٌ مُبِيْنٌ (15) يَهْدِيْ بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوْرِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيْهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ (16) المائدة.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .