أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــة السادسة عشرة بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسةعشرة بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله

الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

سابعًا: الدين الحق تعاليمه متصلة السند بالنبي المُرسل :

الحكمة الإلهيّة تقتضي تزويد الإنسان بطريق الهداية إلى الله تعالى، غير طريق الحسّ والعقل لقصورهما وعدم قدرتهما بذاتهما على معرفة طريق الهداية إلى الله بكلِّ أبعاده وتفاصيله. فكانت الحاجة إلى طريق آخر غير الحسّ والعقل، وهذا الطريق هو طريق الوحي والنُّبوَّة. وعلى مدى تاريخ البشر، من لدن آدم –عليه السلام- وحتى مُحمَّد –صلى اللَّه عليه وسلّم-، اختار اللَّه عزّ وجلّ أنبياء واجتباهم وأرسلهم إلى الناس ليخرجوهم من ظلمات الشرك إلى نور الهداية والتوحيد، ففيهم المثل الأعلى، والقدوة الحسنة، التي تهدف إلى تربية الناس على الخير الخالص بما تقول وبما تفعل. ولذلك كان لابد للدين الحق أن يبلّغه نبي مُرسل، ولابد أن تكون تعاليم هذا الدين متصلة السند بذلك النبي، إذ إن اتصال السند شرط أساسي للتأكد من أن تعاليم هذا الدين وتشريعاته من عند الله عزّ وجلّ، ولم تصل إليها يد البشر فتخرجها عن إطارها الرباني. ومن أخطر الخطر أن يعبد الإنسان ربّه بشيء لا يدري مصدره النهائي، أو غير متأكّد منه.

ومن بين جميع الأديان التي يدين بها سكان العالم اليوم، فإن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تتصل تعاليمه وتشريعاته بسند صحيح إلى النبي المُرسل، وهو مُحمَّد –صلى الله عليه وسلم-.

فالقرآن الذي بين أيدينا اليوم، وهو دستور الإسلام، ظل يتوارثه الحُفَّاظ عبر الأجيال، في الصدور وفي السطور، من خلال أسانيد موثوق بها ومتَّصلة بالنبيّ –صلى اللَّه عليه وسلّم-. وفي ذلك، يقول المستشرق موير: "إنَّ المصحف الذي جمعه عثمان –رضي اللَّه عنه- قد تواتر انتقاله من يد ليد حتى وصل إلينا بدون أي تحريف، ولقد حُفظ بعناية شديدة بحيث لم يطرأ عليه أي تغيير يُذكر، بل نستطيع أن نقول: إنه لم يطرأ عليه أي تغيير على الإطلاق في النسخ التي لا حصر لها، والمتداولة في البلاد الإسلامية الواسعة، فلم يوجد إلا قرآن واحد لجميع الفرق الإسلامية المتنازعة، وهذا الاستعمال الإجماعي لنفس النص المقبول من الجميع حتى اليوم يُعدّ أكبر حجة ودليل على صحة النص المنزل الموجود معنا".

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .