أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــة الرابعة عشرة بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة  الرابعة عشرة بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله

الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

في بداية النهضة اليابانية، أرسل ملك اليابان مجموعة من الطلاب إلى

أوروبا وأمريكا للدراسة، فلما وجدوا أنفسهم في بلاد ومدن كبرى فيها مفاتن كثيرة وملذات رخيصة لا توجد في بلدهم اليابان، انغمسوا فيها، وقصّروا في تحصيل العلم ونقل المعرفة، ولم ينجحوا في تحقيق الهدف الذي أرسلوا من أجله، وعادوا إلى اليابان فأعدمهم الملك، لأنه أرسلهم لمهمة محددة فنسوها وانغمسوا في شيء آخر. وهكذا الإنسان خلقه اللَّه عزّ وجل وأرسله إلى الدنيا لأداء مهمّة محددة، وبيّن له هذه المهمّة بدقّة يوم أهبطه إلى الأرض لأوّل مرّة، حيث يقول اللَّه عز وجلّ في كتابه العزيز: قُلْنَا اهْبِطُوْا مِنْهَا جَمِيْعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّيْ هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُوْنَ (38) وَالَّذِيْنَ كَفَرُوْا وَكَذَّبُوْا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيْهَا خَالِدُوْنَ (39) البقرة. وتحقيقًا لهذا الوعد، فقد توالت رسالات اللَّه عزّ وجلّ إلى الناس، وجاءت رسله تترى على فترات من الزمن لتبيّن للناس هدى اللَّه ودينه الحق، والمهمّة التي خُلق الإنسان من أجلها، وهي عبادة الخالق وحده لا شريك له. فإذا عرف الإنسان هذه المهمّة، ونفّذها على الوجه المطلوب سعد في الدنيا والآخرة، وإذا تغافل عنها أو جهلها أو عمل عملًا يتناقض معها فسوف يُعاقب على ذلك، وسوف يندم أشد ما يكون الندم حين لا ينفعه الندم، حيث يصف القرآن حاله: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُوْلُ يَا لَيْتَنِيْ اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُوْلِ سَبِيْلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِيْ لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيْلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِيْ عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِيْ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُوْلًا (29) الفرقان.

وبذلك فإن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يضع كل إنسان أمام

مسؤولياته مباشرة، ويقول له إنك مخلوق في هذه الدنيا من أجل مهمّة خطيرة جدًا، وحياتك كلها متعلقة بهذه المهمّة، وإنك حينما تعرف مهمّتك في الدنيا، وتسعى لتحقيقها تسعد سعادة الدنيا كلها، فلا ترضيك إذا أقبلت، ولا تسخطك إذا أدبرت، وأن الموت ليس النهاية، بل هو بداية الحياة الأبدية التي تكون سعادة أو شقاء الإنسان فيها بقدر ما أخلص واجتهد وعمل في تحقيق المهمّة التي خُلق من أجلها.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .