أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــة الثالثة عشرة بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة  الثالثة عشرة بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله

الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

الإسلام هو الدين الوحيد الذي يجيب بوضوح تام عن أهم سؤال في حياة كل إنسان: لماذا خلقني الله عز وجل؟ فهذا هو أكبر سؤال يخطر ببال أي أحد من الناس، لأنه ما من إنسان عاقل على وجه الأرض يعمل عملًا من دون هدف، فما هو إذًا هذا الهدف الكبير الذي خلقنا الله من أجله؟ فكل طفل يرسله والداه إلى المدرسة من أجل أن يدرس ويتعلّم، فإذا عرف هذا الطفل الهدف من إرساله إلى المدرسة والتفت إلى الدراسة حقّق هذا الهدف فرضي وأرضى والديه، أمّا إذا ظنّ هذا الطفل أنه أُرسل من أجل اللهو فقد شقي وأشقى والديه، ولذلك فإن معرفة الهدف الكبير من خلق الإنسان شيء مهم جدًا، لأن الناس، ومنذ أن خلقهم اللَّه عزّ وجلّ، يسعَوْن في متاهات، ويمشون في طرق مسدودة، تنتهي جميعها بالموت والفناء، فطريق المال والشهرة والشهوة كلها تنتهي بالمصير المحتوم وهو الموت.

وهذه هي الحقيقة التي لا يستطيع أن ينكرها أحد، فكل إنسان يعلم علم اليقين أنه مهما طال أجله فهو ميت لا محالة. ولكن السؤال: ثم ماذا بعد الموت؟! أيُعقل أن يُخلق الإنسان ولا يُسأل عن أعماله؟ فالمسيء مُسيء، والمحسن مُحسن، والظالم ظالم، والعادل عادل، والضعيف ضعيف، والقوي قوي، والفقير فقير، والغني غني، والصحيح صحيح، والمريض مريض وهكذا، هذا عمّر إحدى وتسعين سنة، وثانٍ عاش تسع عشرة سنة، وثالث بقي أربعين سنة، وآخر مات مبكرًا، ولم يهنأ بحياته، فلماذا هذا يولد ابن غني وكل شيء متوفر لديه؟ وهذا لا يحصل قوت يومه؟ وهنا يأتي الاستفهام الاستنكاري من الخالق جلّ وعلا في القرآن: أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) القيامة. ومن دقّة نظم القرآن العظيم أن هذه الآية جاءت في سورة القيامة ولم تأت في أي سورة أخرى، ويوم القيامة هو يوم الحساب وهو يوم الفصل، وهو اليوم الذى يبعث اللَّه فيه الناس، ليثيب المحسنين على إحسانهم والصابرين على صبرهم، ويعاقب الكافرين على كفرهم، وهذا من مقتضى

 عدل الخالق سبحانه وتعالى، فالدنيا دار ابتلاء وامتحان، والآخرة دار قرار.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .