أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــة الثانية عشرة بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة  الثانية عشرة بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله

الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

المسيحيون الأوائل لم يكونوا بعيدين عن المفهوم الإسلامي الصحيح، حيث لم يكن المسيح إلهًا في معتقد المسيحيين إلا في مُجمّع (نيقية)

الذي قد انعقد سنة 325 للميلاد، أي بعد مرور أكثر من ثلاثمائة

سنة من مولده، وفيه تقرّر بزيادة صوت واحد فقط بين المقترعين أن المسيح إله، أي أنه إذا نقص ذلك الصوت لبقي المسيح في النصرانية بشرًا رسولاً، كما يقول الدين الإسلامي الحنيف، وبعد ذلك انحرف معتقدهم انحرافًا واضحًا عن الحق، وصار أُلعوبة بين قساوستهم.

الإسلام هو الدين الوحيد الذي يُعظّم الله تعالى أشدّ ما يكون التعظيم، ويرفعه فوق تخيّل كل إنسان، وهذا هو اللائق به سبحانه وتعالى، فهو الإله الخالق العظيم. والقرآن الكريم الذي بين أيدي المسلمين، هو الكتاب الوحيد الذي يُنزّه الله تعالى عن كل ما قد افترته عليه اليهودية والنصرانية وغيرهما، وينزهه سبحانه وتعالى عن كل عَيْب ونقص، وذمٍ وسوء، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى قد تعهّد بحفظه (القرآن الكريم) بعدما حُرِّفت وضُيِّعت التوراة والإنجيل وغيرهما من الكتب السابقة، عندما وُكِّل البشر بحفظها.

خامسًا: الدين الحق فيه الجواب الشافي عما أراده الخالق من الإنسان :

بما أن الدين الحق هو دين الخالق المعبود، فلابد أن يحوي الجواب

الشافي عما أراده هذا الخالق العظيم من الإنسان، وأن يبين له الغاية التي خلقه من أجلها، ومن أين أتى وإلى أين مصيره. ولا يليق بجلال الخالق العظيم أن يخلقنا عبثًا، ويتركنا من دون هدف من وجودنا. فلابد من هدف يتناسب مع كمال الخالق العظيم، ولابد من هدف يتناسب مع جلاله، ولابد من هدف يتناسب مع قوته هو القوي، فما هو هذا الهدف؟ الإسلام هو الدين الوحيد الذي يحوي الجواب الشافي عن هذا السؤال بكل شفافية ووضوح، حيث يقول الخالق سبحانه وتعالى في كتابه القرآن: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُوْنِ (56) الذاريات. وكما تبيّن هذه الآية، فإن الغاية من وجود الإنسان في هذه الحياة –باختصار- هي عبادة الخالق وحده لا شريك له، وهذا هو الهدف الذي خُلق من أجله كل إنسان على وجه هذه الأرض، أن تعرف الخالق فتطيعه، فتسعد بقربه. فكل صاحب صنعة يصنع شيئًا لغاية محددة، فالذي يصنع ساعة يريد بها ضبط الوقت، والذي يصنع سيارة يريد أن يتنقّل بها، والذي يصنع قلمًا يريد أن يكتب به، وهكذا لكل صاحب صنعة هدف من صنعته، ولله المثل الأعلى، فقد خلق الإنسان لعبادته وحده سبحانه وتعالى. وعبادة الخالق جلّ وعلا تشمل كل ما يحبه ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، ومن ذلك عمارة الأرض، وتحقيق الاستخلاف فيها بالعدل، وفق المنهج الذي أمر به هو سبحانه وتعالى، وباتباع تعاليم دينه الحق.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .