أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــة السابعة بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة  السابعة بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله

الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

ثانيًا: الدين الحق هو الدين الداعي إلى توحيد الخالق :

إن أي دين يدعو إلى عبادة غير الخالق سبحانه، أو يشرك في عبادته غيره، فهو دين باطل ولو انتسب أصحابه إلى نبي من الأنبياء، فالذي خلقك هو وحده الذي يستحق منك أن تدين له وتعبده ولا تشرك في عبادته أحدًا غيره. والدين الحق هو الذي يدعو إلى إفراد الخالق سبحانه بالعبادة وبما يختص به من صفات الكمال والجلال. وهذا هو ملخص دعوة جميع الرسل الذين أرسلهم اللّه إلى عباده من لدن آدم –عليه السلام- إلى خاتمهم مُحمَّد –صلّى اللَّه عليه وسلّم- فجميعهم دعوا إلى توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وقد قال اللَّه عزّ وجلّ في القرآن: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُوْلٍ إِلَّا نُوْحِيْ إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُوْنِ (25) الأنبياء. وكما ترى، فقد جاءت هذه الآية في سورة الأنبياء، واتخذت الرقم 25 لأن الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن عددهم 25 نبيًّا. وبما أن هذه الآية تدعو إلى توحيد اللَّه وإفراده بالعبادة، فقد جاء عدد حروفها 53 حرفًا لأن أحرف اسم اللَّه الثلاثة (الألف واللام والهاء) تكرّرت في أولى سور القرآن وهي الفاتحة 53 مرّة، أما عدد كلمات هذه الآية فهو 15 كلمة، بما يعادل عدد كلمات سورة الإخلاص، وهي السورة التي تصف الواحد الأحد سبحانه، وهي على قصرها تشتمل على أنواع التوحيد الثلاثة: الألوهية والربوبية والأسماء والصفات، فتأمّل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) الإخلاص.

وإذا تأمّلت في الديانات التي يدين بها العالم اليوم، على كثرتها وتنوعها، فلن تجد دينًا يدعو إلى إفراد الخالق سبحانه بالعبادة، ويَنْهى عن الشرك به، إلا دين الإسلام وحده. فجميع الديانات من دون استثناء منغمسه في الشرك، بما في ذلك الديانات المحرّفة التي ينتمي أصحابها إلى نبي من الأنبياء، فهم يعبدون المخلوق ويعظّمونه، أو يصرفون له نوعًا من خصائص الربوبية، أو يجعلون للَّه شريكًا في ملكه أو في أسمائه وصفاته. وإذا تأمّل أصحاب هذه الديانات والعقائد، فإن الشرك بكل صوره ومظاهره ليس إلا امتهانًا للإنسان وإذلالًا له، حيث يلزمه العبودية لمخلوقات وأناس مثله لا يخلقون شيئا وهم يُخلَقون، ولا يملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا، ولا يملكون موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، وفي الإيمان باللَّه وتوحيده عزٌّ للإنسان وصونٌ لكرامته.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .