أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــة السادسة بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة  السادسة بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

ونحن هنا في موقع طريق القرآن نتناول، بعون الله تعالى، الضوابط التي

 نميز بها بين الدين الحق والدين الباطل،وصفات دين الحق،التي على كل إنسان أن يتأمّلها، وأن يفكّرفيها بعقله وبتجرّد بعيدًا عن التعصّب، فإن كان من المسلمين ازداد إيمانه، وإن كان من غيرهم تأمّل وتدبّر وعرف الفرق بين دين الحق والدّين الذي يعتنقه :

أوّلًا: الدين الحق من عند الخالق ويدعو إلى عبادته وحده :

الذي خلقنا هو وحده الذي يستحق منا أن ندين له ونعبده. فليس من العدل ولا من العقل أن يعبد الإنسان من لم يخلقه، ويترك عبادة من خلقه؟! ولذلك، فإن أوّل صفات الدين الحق أن يكون منزّلًا من عند الخالق عزّ وجل على رسول من رسله ليبلغه إلى الناس، وأن يدعو هذا الدين إلى إفراد الخالق بالعبادة، ويحرّم الشرك به، لأن الدين الحق هو دين اللَّه الخالق الأوحد سبحانه لا شريك له، وهو وحده الذي يدين ويحاسب الخلائق يوم القيامة على الدين الذي أنزله عليهم. وبناء على ذلك، فأي دين يأتي به شخص ما وينسبه إلى نفسه، فهو دين باطل لا محالة؛ وأي دين يدعو إلى عبادة غير الخالق سبحانه، فهو دين

 باطل، ولو انتسب أصحابه إلى نبي من الأنبياء .

ولو تأمّلت هذه الصفة بصدق وتجرّد فلن تجدها تنطبق على دين من الأديان سوى دين الإسلام وحده، والإسلام هو الدين الوحيد الذي يدعو أتباعه إلى عبادة الخالق وحده دون شريك، وإلى الإيمان بكماله المطلق سبحانه وتعالى، حيث يقول الخالق سبحانه في القرآن: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ وَالَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُوْنَ (21) البقرة. فهذا نداء مباشر من الخالق للبشر جميعًا: أن اعبدوا الذي خلقكم، وخلق أسلافكم، وأوجدكم جميعًا من العدم، وهو الحي بنفسه، وهو الذي يهب الحياة لغيره، فكيف تتركون عبادة الحي الذي لا يموت وتعبدون أمواتًا لا يملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا؟! وهذا استفهام استنكاري من الخالق سبحانه وتعالى في القرآن: كَيْفَ تَكْفُرُوْنَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيْتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيْكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُوْنَ (28) البقرة. كيف تكفرون باللَّه وهو الذي خلقكم، وهو الذي سوف يميتكم، وهو الذي سوف يحييكم مرّة أخرى ليحاسبكم على أفعالكم؟! وكيف تتركون عبادته وتعبدون من دونه بشرًا أمثالكم كانوا أمواتًا فأحياهم اللَّه سبحانه وتعالى في بطون أمهاتهم ثم أخرجهم لهذه الدنيا من مجرى البول، ثم يموتون بعد ذلك ويُقبَرون في داخل الأرض؟!

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .