أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــة السابعة والتسعون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة  السابعة والتسعون  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله 

الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *قاعدة : الدين الإسلامي هو الصلاح المطلق،ولاسبيل إلى صلاح البشر؛الصلاح الحقيقي إلا بالدين الإسلامي :

ومناسبة إيراد هذه القاعدة: هو إرشادُ المسلم إلى معرفة هذا الأصلِ الكبير، حتى يستطيعَ إسكات المتشكِّك في أن دين الإسلام قادرٌ على

تحقيق الصَّلاح والإصلاح للناس، وأن مَن زعم أنَّ الصلاح في خِلاف الدين الإسلامي، وأن هناك شكًّا في احتواء الدين الإسلامي على المنافع الدنيوية، وعلى الصناعات وعلى علوم السياسة، كدعاة التغريب والليبرالية والعلمانية الذين يتشدَّقون بدعواهم الباطلة في بلاد المسلمين بدعوى الإصلاح والتغيير، وأن معهم الرَّفاهية والعدالة الاجتماعية

والحرية، دون تأسيس ذلك على الدين.

فيجاب عليهم: بأن كلَّ قاعدةٍ نافعة عند غير المسلمين، سواء في الغرب أو الشرق، وكلَّ نظام نافع عندهم؛ فإنَّما أصلُه مأخوذٌ من الدين الإسلامي، فليذكر لنا المنحرفون الشاكُّون أصلاً نافعًا ومعاملة نافعة وعملاً نافعًا خارجًا عن الدين الإسلامي.

ثم يبيِّن الدعاةُ أن حقيقة تبنِّي هذه الأطروحات والمشاريع فيها شَبَهٌ مِن طريقة الإصلاح على شاكِلة المنافقين الذين قال عنه ربُّ العزة: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 11، 12]، فلله كم من مَعْقَلٍ للإسلام قد هَدَموه؟! وكم من حِصنٍ له قد قلعوا أساسه وخربوه؟! وكم من عَلَمٍ له قد طمسوه؟! وكم من لواء له مرفوعٍ قد وضعوه؟! وكم ضربوا بمعاول الشُّبَه في أصول غِرَاسه ليقلعوها؟! وكم عَمُّوا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها؟! فلا يزال الإسلامُ وأهله منهم في

محنة وبليَّة، ولا يزال يطرقه من شُبههم سَرِيَّةٌ بعد سرية.

لذا قال الإمام ابن القيم فيهم: "اتفقوا على مفارقة الوحي؛ فهم على تركِ الاهتداء به مجتمعون: ﴿ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ [المؤمنون: 53]، ﴿ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾ [الأنعام: 112]، ولأجل ذلك ﴿ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].

دَرَست معالمُ الإيمان في قلوبهم فليسوا يعرفونها، ودَثرت معاهدُه عندهم فليسوا يعمرونها، وأفَلَتْ كواكبُه النيِّرة من قلوبهم فليسوا يحيونها، وكَسَفت شمسُه عند اجتماع ظُلَم آرائهم وأفكارهم فليسوا يبصرونها، لم يقبلوا هُدى الله الذي أَرسل به رسولَه ولم يرفعوا به رأسًا، ولم يروا بالإعراض عنه إلى آرائهم بأسًا، خلعوا نصوصَ الوحي عن سلطنة الحقيقة، وعزلوها عن ولاية اليقين، وشَنوا عليها غارات التأويلات الباطلة، فلا يزال يَخرج عليها منهم كَمينٌ بعد كمين، نزلَت عليه نزول الضيف على أقوام لِئام، فقابلوها بغير ما ينبغي لها من القَبول والإكرام، وتلقوها من بعد ولكن بالدفع في الصُّدور منها والأَعجاز، وقالوا: ما لك عندنا من عبور وإن كان لابد فعلى سبيل الاجتياز، أعدُّوا لدفعها أصنافَ العدد وضروب القوانين، وقالوا - لما حلَّت بساحتهم -: ما لنا ولظواهرَ لفظية لا تفيدُنا شيئًا من اليقين؟!".

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .