أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــة السادسة والتسعون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة  السادسة والتسعون  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله 

الحسنى وصفاته وهي بعنوان:

*قاعدة : الدين الإسلامي هو الصلاح المطلق، ولا سبيل إلى صلاح البشر ؛ الصلاح الحقيقي إلا بالدين الإسلامي :

ويقال للشاكِّ في اشتمال الدين الإسلامي على غاية الصلاح: لا يشكُّ أحد من العقلاء أن مصالحَ البشر متعارضة،ومطالبهم متباينة، والمصالح مختلفة، والأهواء غالبة، فكان هذا أقوى البراهين على اضطرار الخلقِ إلى دينٍ وشرع سَماوي معصوم يحدِّد لهم الحدود،ويشرِّع لهم الشرائعَ ، وينهج لهم طريقَ العدل والإنصاف، ويمكِّن بعضهم من الانتفاع ببعضٍ بطمأنينة وحياة طيبة.

والشرع والدين الإسلامي كفيلٌ بذلك على الوجه الأكمل، والطريق الأقوم.

ويقال له أيضًا: ألا ترى حُسنَ ما شرعه الدينُ الإسلامي، وما أوجبه من الحقوق بين الناس على حسب ما تقتضيه المصلحةُ والضرورة والحاجة، وما فيه من قواعد العدل التي لا غِنى للخلق كلِّهم عنها، وما فيه من الحدود والعقوبات للمجرمين بحسب جرائمهم، فلما وُكل الناسُ إلى عقولهم في هذه الأمور كما هو الغالب على أنظمة الناس الآن - صارت الأمورُ تبعًا للأهواء والأغراض، وحصلَت الفوضى بحسب ما ترك من أحكام الشريعة، وهذا أمرٌ واقع مشاهد.

إلى غير ذلك من المحاسن التي دَعا إليها الدينُ الإسلامي؛ وهي كثيرةٌ لا مجال لبيانها هنا، فعُلم بذلك أن الدين الإسلاميَّ قد احتوى على جميع المصالح والخيرات العاجلة والآجلة، والنفع الكلي والجزئي، والديني والدنيوي.

أدلة القاعدة: فقد جاء في القرآن الكريم آياتٌ كثيرة فيها الحثُّ على الصلاح والإصلاح، والتحذير من الفساد والإفساد، وقد مرَّ بنا جملةٌ من هذه الآيات، ونزيد عليها قولَه تعالى: ﴿ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [المائدة: 64]، وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 81]، وقوله: ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ ﴾ [هود: 88]، وقوله: ﴿ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾ [الأعراف: 196].

ومن الأدلة العقلية: قال السعدي رحمه الله: "وهذا الأصلُ الكبير كما أنه ثابتٌ شرعًاودينًا،فإنه ثابتٌ في العقول الصحيحة والألبابِ المستقيمة؛ وذلك بمعرفة ما هو الصلاح وضده"،وقال أيضًا: "أهلُ العقول والألباب السَّليمة هم الذين يدعون إلى رفض الشُّرور والفساد وأنواعِ الظلم، وإلى الحثِّ على الخير والصلاح والإصلاح، فهذا هو الأصلُ الذي يوافِق

عليه جميعُ العقلاء - أهل الأديان وغيرهم".

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .