أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــة الواحدة والتسعون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة والتسعون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*الدين ليس مظهراً فقط :                     

أمثلة على استغلال الدين للمصالح الدنيوية:

لكن لا يجوز أن يقال: عمرك لا تثق في متدين، يمكن لحيته كذا لكن هو في النهاية كذا؟

والمقصود من إيراد القصة من جهة إن بعض الناس، نعم هم يأكلون بالدين، لكن من الجهة الأخرى أن بعض المنافقين ينتهزون مثل هذه القصص، ليحطموا بها كل الصروح الطيبة، وكل الشخصيات المخلصة، وكل المظاهرالإسلامية،ويطعنوا في كل الأشياء التي فيها أشياء شرعية ؛ بحجة أنه يمكن أن يكون هؤلاء منافقون، قد يكون ورائهم ما ورائهم ، وقد يكون مجرد شعار، وقد يكون مجرد مظاهر زائفة، وما ندري ما وراء هذا، والمقصود تحطيم كل الذين أظهروا، والتزموا بالدين ظاهراً، وهذه قضية خطيرة وكبيرة، ولذلك هناك القصص مماثله ، والمهم كيف توضع في موضعها الصحيح؟وكيف ينتبه المؤمن ؟ "لست بالخب ولا الخب يخدعني "

لكن في ذات الوقت لا بد من الدعوة إلى التدين الظاهر والباطن.

وهناك أمثلة على قضية طلب المناصب بالدين من قضاء أو إمارة، فبلال بن أبي بردة على عهد عمر بن عبد العزيز جاء إلى عمر بن عبد العزيز، وهو في بلد، فلزم سارية المسجد يصلي بسجود، وخشوع، وركوع، وعمر بن عبد العزيز ينظر إليه ويعجبه سمته، وصلاته، وكان ذا عمامة سوداء يسدلها بين يديه، ومظهره على السنة، ومن خلفه بين الكتفين.

فهم عمر بن عبد العزيز أن يوليه على العراق، ثم إن عمر تروى -تريث-، فكتب إلى العلاء بن المغيرة إن يكن سر هذا كعلانيته، فهو رجل أهل العراق غير مدافع، هذا هو الذي يصلح لهم.

فقال له العلاء بن المغيرة: "أنا آتيك يا أمير المؤمنين بخبره، فأتاه وهو يصلي بين المغرب والعشاء"، إذاً عمر تكلم مع أحد مستشاريه الخلص وهو العلاء بن المغيرة، قال" انظر لي حال بلال بن أبي بردة هذا، اكشف لي حقيقته، "فقال له العلاء: أنا آتيك يا أمير المؤمنين بخبره، فذهب العلاء إلى بلال بن أبي بردة وهو يصلي بين المغرب والعشاء.

فقال له : اشفع صلاتك"، يعني: أوجز فإن لي حاجة، "فلما سلم من صلاته، قال له العلاء: تعلم منزلتي وموضعي من أمير المؤمنين وحالي"، أنا مستشار عند أمير المؤمنين، مقرب عند أمير المؤمنين، "فإن أشرت عليه أن يوليك العراق، ما تجعل لي"، أنا سأتوسط لك تأخذ منصباً،

 منصباً رهيباً، ما هو مقابل هذا؟

"قال: عمالتي سنة"، هذا فرح، قال: أعطيك دخلي مدة سنة، طبعاً العراق كانت بلد خيرات، ولذلك ممكن يأتي واليها مال عظيم، وكان ما يأتيه مائة وعشرين ألف درهم، "قال: أعطيك دخل سنة، مائة وعشرين ألف درهم.

قال: اكتب لي بذلك خطاً"، أنا خائف بكرة تصير والي ثم تنساني،

اكتب لي ، " فكتب له ، فحمل العلاء الخط إلى عمر بن عبد العزيز،

فلما قرأه، قال: لا يبيتن في عسكره"، هذا ما يبيت هنا أصلاً.

وكتب إلى واليه على الكوفة، أما بعد : فإن فلاناً غرنا بالله، فكدنا أن نغتر، ثم سبكناه فوجدناه خبثاً كله، وكان هذا الرجل ظلوماً جائراً لا يبالي ما صنع لا في حكمه ولا غيره.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .