أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــة التسعــــــــــون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة التسعون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته

وهي بعنوان:*الدين ليس مظهراً فقط :                     

أمثلة على استغلال الدين للمصالح الدنيوية:

 لقد حكى لنا التاريخ الإسلامي عن بعض الوعاظ الذين كانوا يبكون الناس، وفي آخر الموعظة يقول: وأنا حالتي ضعيفة، وكذا كذا ويصدق.

وتجد في فتاوى علماءنا كالشيخ ابن إبراهيم وغيره من ينهى نهياً شديداً

عن هذا، أن تختم الموعظة بطلب مساعدات مالية، لأن معنى هذا

يدعي الزهد وموعظة الناس.

لما جاء أحد الوعاظ إلى أحد الولاة وعظه إلى أن أبكاه، وخرج من عنده، أمر غلاماً أن يلحقه بألف درهم، قال: ادفعها إليه، ثم إن الغلام

قال لنفسه: هذا زاهد، يعني: هذا الذي جاء ووعظ السلطان إنسان زاهد، ما يصنع بالدراهم، ألف درهم ما أظنه يأخذها، فلما عاد الغلام ويده فارغة، قال: كلنا صيادون، ولكن الشباك تختلف، فإذاً منهم من يصيد بدينه".

وذكر ابن الجوزي في كتاب الأذكياء عن احد ، من عفاريت الإنس، خرج من بغداد إلى بعض مدن الشام ومعه امرأته، فلما وصل إليها اتفق مع امرأته على التحايل على أهلها، وقال: كوني بموضعك، ولا تجتازي البتة، فإذا كان كل يوم فخذي لي كذا زبيب، وكذا لوز، واجعليه وقت الهاجرة على آجرة جديدة نظيفة في الميضأة الفلانية، قريبة من الجامع، ولا تمري بناحيتي، ضعيه وامشي وأنا آتي وآخذه، ثم لبس جبة صوف، ولزم اسطوانة المسجد، والناس تمرعليه وهويصلي بالنهار والليل أجمع، ولا يستريح إلا في أوقات النهي، فإذا جلس فيها سبح، ولم ينطق بكلمة، فتحير أهل البلد في أمره، وقالوا هذا إنسان غريب على البلد، وقديما كان الجامع في البلد هو الجامع الوحيد ،والغريب على البلد يظهر، يبين من أهل البلد، فتحيروا في أمره، وكان لا يخرج من الجامع إلا في وقت الظهيرة إلى الميضأة، وفي المكان المعلوم مدسوس فيه الأكل يأخذه ويأكل، ويظن أهل البلد أن هذا ما يأكل ولايشرب،كل الوقت موجود ما يطلع إلا للمواضئ، والأكل مدسوس في المواضئ،وقالوا كيف يعيش، هذا ؟ يمكن أن يكون من الأولياء، هذا يمكن أن الله هو الذي يطعمه ويسقيه، فعظم عندهم، واجتهدوا في خطابه، فلزم الصمت، ولا يتكلم ولا كلمة، ينادوه ما يتكلم، فزادوا له توقيراً، وصاروا يأخذون التراب من الموضع الذي يمشي فيه، ويحملون له المرضى والصبيان يمسح عليهم، فلما رأى منزلته قد بلغت هذا، ومضى على هذا السمت سنة، قال: خلا بامرأته بعيداً عن أعين الناس، وقال: إذا كان يوم جمعة حيث يصلي الناس فتعالي، وتعلقي بي، والطمي وجهي، وقولي: يا عدو الله، يا فاسق، قتلت ابني ببغداد، وهربت هنا تتعبد، وعبادتك مضروب بها وجهك، ولا تفارقيني، وأظهري أنك تريدين قتلي بابنك، يعني: القصاص، فلما كان من الغد جاءت المرأة، وتعلقت به أمام الناس في المسجد، وهو يصلي، وفعلت به ما قال، فقام أهل البلد ليقتلوها، وقالوا: يا عدوة الله هذا من الأبدال، هذا قطب الدين، فأوجز في صلاته ثم سلم، وتمرغ في التراب طويلاً، ثم قال: قد كنت رجلاً في دفع وخسارة، فقتلت ابن هذه المرأة، وتبت وجئت ههنا للعبادة، - يعني: اعترف أمامهم-  وكنت محدثاً نفسي بالرجوع لها لتقتلني خوفاً من أن تكون توبتي ما صحت، يعني: كنت أسلم نفسي لها، وما زلت أدعو الله أن يقبل توبتي، ويمكنها مني إلى أن أجيبت دعوتي بأن أتى الله بها هنا ، ومكنها مني، فدعوها تقتلني، واستودعكم الله، فارتفع الناس وضجوا بالبكاء، وقام أهل البلد على المرأة، وقالوا اقبلي الدية، قالت : لا أفعل، خذي ديتين، رفضت فما زالوا بها حتى بلغوا عشر ديات، فقالت: اجمعوا المال، فإذا رأيت وطاب قلبي، وإلا قتلت القاتل، فجمعوا مائة ألف، قالوا: خذيها، قالت: لا، أريد قتل قاتل ابني، فأقبل الناس يرمون ثيابهم، وأرديتهم، وخواتيم نساءهم، والحلي،في النهاية لما خلص كل شيء ، أخذت المرأة وقالت: طيب أبرأته من الدم، وانصرفت، وأقام الرجل بعد ذلك في الجامع أياماً يسيرة حتى علم أنها قد ابتعدت، فهرب في ضلام الليل، فلم يوجد، ولا عرف له خبر، وانكشف لهم بعد ذلك أن القضية كانت حيلة ولعبة".

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .