أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــة التاسعة والثمانون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة التاسعة والثمانون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى

 وصفاته وهي بعنوان:*الدين ليس مظهراً فقط :                     

دلالة الظاهر على الباطن :

وهكذا نجد بعض الذين وضعوا أحاديث في السابق، من أسباب وضع الحديث، حركة وضع الحديث، الكذب في الحديث، من البواعث عليها: ترويج بعض السلع :

"سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم"، لأن الذي وضعه لحام.

كذلك "ما من رمان إلا ويلقح بحبة من رمان الجنة"،لأنه بياع رمان

"ربيع أمتي العنب والبطيخ"، لأنه بياع فواكه.

"لو يعلم الناس ما في الحلبة لاشتروها ولو بوزنها ذهباً"، إنسان عطار.

"أحضروا موائدكم البقل فإنها مطردة للشيطان".

"من أكل فولة بقشرها أخرج الله منه من الداء مثلها"، فوال.

"عليكم بالعدس، فإنه مبارك يرق له القلب، وتكثر له الدمعة، بارك فيه سبعون نبياً".                                                                           لمن أراد قيام الليل، روى ابن عدي، قال: "أطعمني جبريل الهريسة من

الجنة لأشد بها ظهري لقيام الليل"[53]، لأنه بياع هريسة.

"الدجاج غنم فقراء أمتي"، لأنه بياع للدجاج.

وهكذا، هؤلاء لما وضعوا الأحاديث لينفقوا سلعهم بأشياء من الدين، يعني يظنها الناس أحاديث، ويكذبون على محمد ﷺ من أجل ذلك.

بعضهم لما يصير وكيلاً شرعياً، ويصير مدير أملاك، ويصير ناظر وقف  فيها تولي على أموال، فيظهر أشياء من السمت الشرعي الظاهر من أجل التوصل إلى هذا، وتجد مثلاً في بعض المؤسسات، وبعض المساهمات وثق الناس بشكل أصحابها،وثق الناس بالقائمين على الشركة ، وثق الناس بمن يعطونهم المال، يقول هذا ما دام إن شاء الله بهذا الشكل، وبهذا السمت، وبهذا المظهر، بهذا التدين -يرونه في الظاهر- لن يأكلوا فلوسنا،لن ينصبواعلينا، لن يسرقونا لن يخونوننا لن يضيعوننا.

وهؤلاء الذين دخلوا في هذه المساهمات منهم من هو صادق، ولكن

خسر بابتلاء من الله، ما قصر بذل جهداً، وبذل ما عنده، وقدر الله، ابتلاء خسر.

ومنهم عنده أمانة، لكن مغامر ومتهور، وما عنده خبرة، ولو ربع الذي عنده عند ياباني، لكان عنده عشرين مدير مالي، لكن صاحبنا معتمد على دفتر أبو عشرين.

ومنهم من هو خائن وسارق، ولكن تستر بستار من الدين لكي يأخذ أموال الناس.

ومن أشنع الممارسات التي تمارس باسم الدين اليوم الدخول في عمليات التلاعب، والكذب، والخداع، وغش الناس بزعم التورق الإسلامي، والتمويل الإسلامي، وهي في الحقيقة ربا، أو معاملة محرمة لوجود جهالة غرر، لوجود أسباب كثيرة فيها تجعلها محرمة، ومع ذلك يسمونها تورقاً إسلامياً.

وبطاقات فيها مخالفات شرعية واضحة، بطاقات ائتمانية، وتسمى بأسماء؛ لاصطياد الناس، لو تلاحظ أسماء: الإيمان، والإحسان، والخير، والبركة، والتقوى، أسماء على البطاقات، وعلى المنتوجات، وعلى أنواع التمويلات.

هل هذا سيغير حقائقها عند الله؟ يعني: الملح إذا كتبت عليه سكر هل يتغير؟ ولذلك لما واحد يقول: فرع إسلامي، ومعاملة إسلامية، وبديل إسلامي، ترى حسابه شديد؛ لأنه إذا كذب على الله، وادعى أن هذا موافق لشرع الله، وخدع الناس بهذا، فإن له عند الله حساباً عسيراً، ولذلك لا يعفي الشخص الذي يدعى للمشاركة والدخول في هذه المعاملات التي لها أسماء إسلامية، لا يعفيه من البحث، ولا يعفيه من استفتاء الثقات، ولا يعفيه من الرجوع إلى أهل العلم، ولا يعفيه من المراجعة، والنظر، والتأمل، والتدقيق، للاختلاط الحاصل، لأنك لا تدري الصادق من الكاذب.

فإذاً لاتكتفي بقضية شعار، لا تكتفي بقضية اسم، لا تكتفي بعنوان، لازم تدقق، ولازم تمحص، ولازم تسأل، وترجع إلى أهل الخبرة في هذا الجانب، وفي الأمة والحمد لله من برع في هذه الجوانب.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .