أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــة السابعة والثمانون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السابعة والثمانون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*الدين ليس مظهراً فقط :                     

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "نجد المتفقه المتمسك من الدين بالأعمال الظاهرة"، يعني: يهتم بالأحكام، بالأمور الفقهية الصحة، والبطلان،

"والمتصوف المتمسك منه بأعمال الباطنة"، يعني: قضايا الخوف،

والرجاء، والمحبة والإنابة أعمال القلب، "كل منهما ينفي طريقة الآخر، ويدعي أنه ليس من أهل الدين، فتقع بينهما العداوة والبغضاء، وقد أمر

الله بطهارة القلب، وأمر بطهارة البدن"، يعني طهارة البدن مهمة، تعلم أحكام الطهارة مهمة، "وكلا الطهارتين من الدين الذي أمر الله به، وأوجبه"، ولذلك من الخطأ أن يهتم بعض الناس بطهارة الظاهر فقط، ولو ترى كل الدروس والكتب والأشرطة التي يسمعها كلها في الأشياء التي تتكلم عن طهارة الظاهر، ما عنده اهتمام بطهارة القلب.

ومن الناس بالعكس تجد الإيمانيات القلبيات أعمال القلب هذه مركز عليها، قضايا الحلال، والحرام، والصحة والبطلان، والفقه لا يوجد عنده اهتمام، وربما عاب بجهله على الفقيه، مثل ما عاب أحدهم قال: هذا الشيخ أخرج خمسة وتسعين شريطا في عدة المرأة، في العدة، هو جاهل أصلاً، هو العدة شرح العمدة، الشيخ شرح كتاباً في خمسة وتسعين شريطا في كتاب الفقه من أوله إلى آخره، لكن هذا بسرعة وجد عنوانا فطار به، نحن نعرف أن القلب فيه مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله.

قال ابن حبان -رحمه الله-: "أول شعب العقل لزوم تقوى الله،

وإصلاح السريرة، فإن من أصلح جوانيه أصلح الله برانيه، ومن فسد جوانيه أفسد الله برانيه".

وقال سفيان بن عيينة: "كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم إلى بعض بهذه الكلمات: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس".

وقال شيخ الإسلام : "إن الإيمان قول وعمل، قول باطن وظاهر، وعمل باطن وظاهر، والظاهر تابع للباطن لازم له، متى صلح الباطن

صلح الظاهر، وإذا فسد فسد، ولهذا قال من قال من الصحابة عن المصلي العابث: "لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه ".

إيمان القلب لا بد أن يكون معه أعمال ظاهرة، وإذا لم توجد أعمال ظاهرة مع إيمان بالقلب فهذا مكذوب مدعى.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .