أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــة الرابعة والثمانون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الرابعة والثمانون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*الدين ليس مظهراً فقط :                      الآن بعض البرامج الفضائية تنفخ في قضية العصبية،وبعض التنافسات

 القبلية تنفخ في قضية العصبية، ولذلك يجب الانتباه إلى هذا الوتر الذي يقوم البعض بالضرب عليه، وهو مناف لروح الاجتماع في الإسلام على جماعة المسلمين، فإننا لسنا قبائل متناحرة، ولا جماعات متنافسة، بل كونوا عباد الله إخواناً، فمن أراد أن يخرج خط المسلمين عن المنهج الذي رسمه الله، فهو من جثا جهنم.

التدين الحقيقي يقوم على أساس من الإيمان القلبي، والسلوك العملي، لما قال: التقوى هاهنا وأشار إلى صدره ثلاث مرات"[30]، ليس معنى ذلك أن ما لها أثر على الظاهر ولا في الأعمال، بل لها أثر في الظاهر والأعمال، والعجب أنه قيل لبعض الناس: يا أخي صلِ لماذا ما تصلي، قال: التقوى هاهنا، يعني: ستصلي بقلبك.

إذا أمرت بمعروف فهو أبكم لا ينطق بالحق، يشير الإشارات التي يقصد بها الباطل، أو قلة فقه وجهل.

ومن جهة أخرى، فإن قضية الظاهر هذه عدم الانخداع بها من ناحية أخرى مهمة في مسألة عدم الانخداع بالشكل، عدم الانخداع بالمال،

عدم الانخداع بالمنصب، إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكمم.

الاهتمام بالباطن :

قال النووي -رحمه الله-: "الأعمال الظاهرة لا يحصل بها التقوى، وإنما تحصل بما يقع في القلب من عظمة الله، وخشيته، ومراقبته"، والباطن أجل من الظاهر.

لا خير في المرء إذا لم يكن ***باطنه خيراً من الظاهر

قال ابن الحاج في المدخل: "فمراعاة الباطن أوجب من مراعاة الظاهر؛ لأن الظاهر للخلق، والباطن للخالق".

أيُ ظاهر؟ الظاهر الدنيوي، يعني: ظاهر المال، ظاهر الجمال، ظاهر الحسب، ظاهر النسب، ظاهر الوظيفة، ظاهرالمنصب، هذا الظاهر، ولذلك فإن النبي ﷺ لما مر عليه رجل، وقال لمن عنده" ما تقولون في هذا؟ -يعني يسأله عن رأيه في هذا- "قال: هذا حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، وإن قال أن يسمع لقوله"، ورجل آخر فقير مرعليه،ما تقولون في هذا؟، قال: "حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع، قال: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا،إذاً الظاهر هذا المزيف،الظاهرالدنيوي يجب عدم الاغترار به.

وقد جاء عن النبي ﷺ أنه قال: إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وإنه لمن أهل النار، ولذلك لا بد من التدين الحقيقي،

لا تدين النفاق، ولا العجب، والغرور، والكبر الذي يجعل الإنسان في

آخر عمره يترك الدين، ويذهب إلى النار؛ لأن بعض الناس عندهم شعبة نفاق، أو غرور، وكبر، تظهر في آخر حياته.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .