أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة السابعة والسبعون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السابعة والسبعون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*الدين ليس مظهراً فقط :

يجب أن يكمل صلاح الظاهر بصلاح الباطن :

ليس الحل هو شطب مظاهر التدين لعدم إيجاد حالة نفاق وازدواجية، فيجب أن نكون واضحين وصريحين أمام الناس، فنلغي مظاهر التدين حتى لا نقع في الازدواجيات، لا، لأنه في الحقيقة إذا كان عند شخص ما خراب داخلي فأضاف إليه خراب الخارج فقد ازداد إثماً إلى إثم، ومعصية إلى معصية، ولكن يجب أن يكمل صلاح الظاهر بصلاح الباطن، ووجود ظاهر حسن جميل يقود إلى مقاومة لتصحيح الداخل، ولذلك بقاء الظاهر الحسن، الجميل، الموافق للسنة يعين الإنسان على التغلب على داعي الهوى؛ لأن هنالك صراع سيعمل في النفس، أنا أمام الناس ملتزم وفي الحقيقة أفعل كذا وكذا، ما هو المطلوب؟ أن أتغلب على ضعف نفسي، حتى لا أكون منافقاً، ولا يكون عندي ازدواجية، ويكون ظاهري كباطني، يجب أن أعدل الباطن، وليس أن أعدل الظاهر؛ لأن تعديل الظاهر في هذه الحالة، أو إلغاء الظاهر هذا الذي يدل على استقامة، هو إثم على إثم، وسيئة على سيئة.

ويكون الإنسان عنده شيء من التمسك بالسنة فيلغيه لأجل عدم وقوع الازدواجية، ويقول: حتى ما أكون بلاء على الإسلام، وحتى الناس ما يأخذوا فكرة سيئة عن المتدينين، فلأظهر على حقيقتي، ولأنزل هذه المظاهر من مظاهر التدين، وأكشف نفسي أمام الناس، لا، هذه مجاهرة، لماذا المجاهرة؟ أنت كنت مستتراً بالمعصية، صرت الآن مجاهراً، انتقلت من سيئ إلى أسوأ، أنت ما حليت المشكلة، أنت زدت الطين سوءاً ونجاسة، ولذلك وجود الظاهر الشرعي وسيلة

للتغلب على النفس في الصراع.

قال بعض أهل العلم: "ومنهم متصنع في الظاهر، ليث الشرى في الباطن" -سبع عادي- "يتناول في خلواته الشهوات، ويعكف على اللذات،ويري الناس بزيه أنه متصوف، متزهد، وما تزهد إلا القميص".

القميص هو الزاهد، أما ما بداخل القميص فليس بزاهد، وهذا إنسان قصده بالتدين الظاهري أصلاً الخداع، وهذه مصيبة أعظم، لأن بعض الناس يقصد بالتدين الظاهري التقرب إلى الله، يقول: أنا اتبعت سنة محمد ﷺ أنا أؤجر على ذلك، أنا أؤجر على إطلاق لحيتي، وعلى أن لا أسبل الثوب، وعلى وعلى، أؤجر عليه، ويؤجر عليه إذا قصد وجه الله يؤجر عليه.

لكن بعض الناس ربما حتى التدين الظاهري يريد به نفاقاً وخداعاً، كالذي يأتي إلى ناس يخطب من عندهم ليزوجوه، فهو قد أطلق، وأعفى، وقصر، وجاء ليقول: أنا كذا، وسمتي كذا، ويأتي وقت الأذان، ثم يقول: لماذا لا نذهب للمسجد؟ هو أصلاً منافق لا يصلي أساساً، ولكن يريد منهم أن يزوجوه فقط، كمن يريد أن يتولى وظيفة دينية فهو يظهر التدين الظاهر نفاقاً لأجل الحصول على الوظيفة،وإلا هو في الحقيقة لا يريد ويشمئز منه، ومكره عليه.

لكن الذي يتمسك بالتدين الظاهر تقرباً إلى الله، وعنده صراع في نفسه ضد الشهوات، تغلبه ويغلبها، هذا إنسان يعني على الأقل لما التزم بهذا الظاهر، فإنه ينوي به قربة، ويؤجر عليه يؤجر عليه، ولذلك فإن الحل هو تقوية الداخل والباطن؛ ليكون خالصاً لله.

ومرة أخرى كتابة الشعار هذه قضية يفعلها حتى بعض الكفار غير المسلمين، يكتبون على عملتهم We Trust In God نحن نثق بالله، وهم يخالفون أوامر الله ظاهراً وباطناً، ولا يؤمنون بالله، ويشركون به، ويعتدون على من حرم الله العدوان عليه، ويأكلون أموال الناس ظلماً، ويخربون ديارهم،ويستحلون دمائهم،ويكتبون على عملتهم We Trust In God.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .