أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الثانية والسبعون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثانية والسبعون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*الدين ليس مظهراً فقط :

قالوا : كيف يكون المنافق عليماً؟

قال: يتكلم بالحكمة، ويعمل بالجور، أو قال: بالمنكر"، أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة عن عمر                                      وربما كان لبعضهم علم بمسائل من الشريعة، بل وأشياء من السنة،

 لكن من جهة العمل في غاية التقصير، وربما سلك بعضهم مسلك الجدل في المسائل، والمناقشات الطويلة، لكن رصيده العملي ضعيف.

قال بعض السلف: "إذا أراد الله بعبد خيراً فتح عليه باب العمل، وأغلق عليه باب الجدل، وإذا أراد بعبد شراً أغلق عليه باب العمل، وفتح عليه باب الجدل".

ولذلك قال الحسن البصري -رحمه الله-: "العلم علمان:               فعلم على اللسان، فذلك حجة الله على ابن آدم، وعلم في القلب، فذلك

العلم النافع".

فما هو العلم النافع؟ الذي يورث خشية الله، وتعظيم الله، ومحبة الله؛ لأن القلب متى خشع خشعت بقية الجوارح؛ لأنها تابعة له، والنبي ﷺ كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، فبعض الناس عندهم معلومات، معلومات عن الدين، لكن ماذا لديهم من الرصيد العملي؟

ونرى البعض ربما يزين مكتبته بكتب إسلامية، وعنده بعض المظاهر الدينية، وريما كان في يده سبحة، وربما كان في جداره آيات معلقة، لكن ما هو نصيبه من الدين؟ عنده في مرآة السيارة لواحات، لكن أشكال ظاهرة، ربما يعبر بها عاطفياً عن انتمائه للدين، لكن في حقيقة الأمر العمل ضعيف جداً، والعجب ممن يشتغل أحياناً برسم الحروف الظاهرة في المصحف، فهو في التجويد والمخارج ممتاز، ولكن في إقامة القرآن في حياته ضعيف.

وكان السلف ينهون عن إقامة اللفظ وترك العمل، كما قال الحسن رحمه

الله: "أنزل القرآن ليعمل به، فاتخذ الناس تلاوته عملاً"، يعني:

اقتصروا على ذلك، وتركوا العمل بمعانيه.

وعن مالك بن دينار قال: "تلقى الرجل وما يلحن حرفاً، وعمله كله لحن".

وعن معاوية بن قرة قال: "بكاء العمل أحب إلي من بكاء العين".

وقال مالك بن دينارأيضاً:إني آمركم بأشياء لا يبلغها عملي،أنا قد أحثكم على أمور،وأنا لا أقوم بها،ولكن إذانهيتكم عن شيء ثم خالفتكم إليه فأنا يومئذ كذاب".

وكان منهج النبي ﷺ شاملاً للعلم: المعرفة، والتدين العملي،يوجد في واقع الشخص في حياة الصحابي سلوك، تعبد، خلق، أدب، ممارسة أعمال.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .