أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الثامنة والستون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثامنة والستون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان:*علاقة الدين بالخُلُقْ :

والمؤمن سيئ الخلق ناقص الإيمان ومقصر في شعبة عظيمة من شعب

الإيمان وإن كان معه خير كثير ولا يبلغ الدرجات والمنازل العليا في الآخرة ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا) رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأحبكم إلى الله وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة قالوا بلى يا رسول الله قال أحسنكم خلقا). رواه ابن حبان.

والمتأمل في واقعنا اليوم يجد بعض المتدينين وإن كانوا قلة والحمد لله أسائوا لسمعة الدين عند العامة واشتهرعنهم الكذب والمراوغة وإخلاف

المواعيد في سبيل أكل أموال الناس بالباطل عن طريق المساهمات

العقارية وإدارة المحافظ وغيرها. ومنهم من يتظاهر بقول الحق وإظهار العدل إذا كانت القضية والخصومة لا تتصل بمصلحته أما إذا كانت القضية ضد ماله أو عشيرته أو جماعته سكت عن بيان الحق وربما تكلم بالباطل وتأول ذلك. ومنهم من يتاجر بالدين ويظهر عليه الطمع ويجعل الدين مطية له في تحقيق مصالحه ومنافعه ولا يكن همه ومقصده إعلاء كلمة الله فإن كان له في العمل مصلحة سعى فيه وإن كان هذا العمل والجهد يخلو من المصلحة تركه وأعرض عنه والله مطلع على سريرته. ومنهم من أورثه المنصب ورتبة العلم الكبر والفخر وازدراء الناس فتراه يخاطب آحاد الناس بعنف ويستخف بحوائجهم ولا يلقي لهم بالا ويحسن خلقه مع أهل الدنيا وأهل الولاية ممن يرجو منهم مصلحة ويؤمل منهم نفعا والله المستعان. ومنهم من يقسو على أهله وولده ويعنف عليهم ويشدد عليهم في ترك المباحات وفعل الفضائل ويحرمهم من مظاهر الحياة الكريمة مع يساره وكثرة ماله فينفر أهله من التدين ويعطيهم انطباع سيئ عن المتدينين.

وقلة من العامة قد ابتلي في قلبه بدسيسة سوء ومقصد خبيث قد أبطن في قلبه بغض أهل الديانة وذمهم ويسعى في الظاهر إلى تتبع سقطاتهم فإن وجدها فرح بها فإذا وقع من متدين سوء خلق أو خيانة أو تعد على حرمة الغير جعل يذم سائر أهل الديانة ويستهزئ بمظاهر السنة وإن وقع نفس السلوك من العوام اعتذر عنهم بالجهل وهذا يدل على مرض قلبه وفساد قصده وسوء ظنه بالله والله يتولى أمره.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .