أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة السابعة والستون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السابعة والستون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان:*علاقة الدين بالخُلُقْ :

فليس بالضرورة أن يكون المتدين يحمل خلقا حسنا كما يظنه كثير من العوام وليس بالضرورة أن يكون المقصر في الدين سيئ الخلق كما يظنه كثير من المتدينين فلا تلازم بينهما دائما وإن كان التدين الصحيح يحث على حسن الخلق ويحمل المرء عليه إن كان ذا همة وعزيمة صادقة فقد يكون المؤمن ناسكا صواما قواما ورعا لكنه سيئ العشرة بخيلا عنيفا لحوحا عيابا كثير الشكاية لا يصفح ولا يعرف الإحسان وكذلك العكس قد يكون المؤمن متلبسا بالفسق الظاهر لكنه دمث الخلق حسن العشرة كريم النفس كثير الإحسان متغافل متسامح مع الآخرين صادق اللهجة ولهذا قال الفضيل بن عياض: (ولأن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني قارئ سيئ الخلق إن الفاسق إذا كان حسن الخلق عاش بعقله وخف على الناس وأحبوه وإن العابد إذا كان سيئ الخلق ثقل على الناس ومقتوه).

ولما أساء بعض العوام مفهوم العلاقة بين التدين والخلق استقر في أذهانهم أن كل متدين حسن الخلق ثم لما رأوا منه سوء الخلق صاروا

يذمون التدين ويعيبون المتدينين وينفرون من التمسك بالسنة وهذا خلل في الفهم وقصور في الرؤية وحيف في الحكم وإسائة إلى الشرع وسوء ظن بالله لأن ما بدر من المتدين من سلوك سوء الخلق ليس له ارتباط بالدين ولم يأمره الدين بذلك وإنما هو تقصير من شخصه وضعف وخور في تربية نفسه على الفضائل والذم يعود على نفسه فقط ولا يعم سائر المؤمنين وهو مؤاخذ شرعا ولا تزر وازرة وزر أخرى. ومنهم من يظن أن جميع تصرفات المتدين موافقة للشرع وينبغي اتباعه عليها وهذا خطأ لأن المتدين إنسان بطيعه فقد يتصرف وفق العادات والرغبات ولا يقصد بذلك التقرب لله وقد تضعف نفسه ويخالف الشرع ويعصي الله ولا يفعل ما أمره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والإقتداء المشروع يجب أن يكون في الأفعال والأقوال التي أمر الشرع بها وحث عليها.

وفي المقابل أساء بعض المتدينين فهم العلاقة بين التدين والخلق فنظروا إلى كل مبتلى بالذنوب الظاهرة بأنه سيئ الخلق وحكموا عليه بضعف الأمانة والكذب والخداع وهذا اتهام بالظن وظلم في الحكم وقد نهى الشرع عن سوء الظن بالمسلمين كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث). متفق عليه.

وكونه مقصرا في جانب لا يدل على تقصيره في الجوانب الأخرى.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .