أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الخامسة والستون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الخامسة والستون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان:*أهمية الدين في حياة الإنسان :

[٣] ويكون الثبات :باجتناب ما ورد تحريمه بالنص القاطع، وما اتفق العلماء على تحريمه؛ كقتل النفس، والزنا، والسرقة، وأكل الربا، مع الثبات على الفضائل الموافقة للفطرة السويّة؛ مثل: الصدق والعفة، مع ما شُرع للناس من أحكامٍ في الزواج، والميراث، والحدود، هذا ما يتعلّق بالأمور الثابتة، ومن الأمثلة على تمحوّر الإسلام بين الثبات والمرونة فيها، الثبات الذي يظهر في إقرار مبدأ الشورى، حيث قال

الله تعالى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)

[٤] والمرونة تظهر: في عدم تحديد شكلٍ معينٍ للشورى، وإلزام الناس به في كلّ زمانٍ ومكانٍ، فالثبات المطلق يأخذ المجتمع إلى الجمود، والمرونة المطلقة تأخذ المجتمع إلى الانفلات من القيم.

[٥] فحاجة الإنسان إلى الدين :حاجةٌ فطريةٌ، تفوق حاجته إلى الطعام والشراب، حيث يؤدي البعد عن الدين الشعور بالضيق والمعاناة، أي أنّ العبد لا يستطيع البُعد عن الدين، وقد دلّ الشرع والحسّ على أنّ التديّن ضرورةٌ فطريةٌ لا يمكن الاستغناء عنها، ومن الدلائل الشرعية قول الله تعالى: (وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى شَهِدنا أَن تَقولوا يَومَ القِيامَةِ إِنّا كُنّا عَن هـذا غافِلينَ)

[٦] أمّا الدلائل الحسية فتتجسد في الحاجة الإنسانية لوجود الضوابط والقوانين، فإمّا أن يهتدوا إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فتستقيم حياتهم، وأمّا أن يعبدوا أهواءهم وشهواتهم، فيَضِلوا ويُضِلوا، ولا تتحقّق

السعادة إلّا باتّباع الدين الحقّ الذي ارتضاه الله تعالى لعباده

[٧] فالله تعالى لم يخلق الإنسان ويتركه يتخبّط دون هدايةٍ وإرشادٍ، وإنّما سخّر له الكون بما فيه من عجائبٍ ومعجزاتٍ ومخلوقاتٍ؛ لحكمةٍ عظيمةٍ يغفل عنها كثيرٌ من الذين يحاولون إظهار الدين بصورةٍ بعيدةٍ عن الحقيقة المقصودة منه، ويرون أنّ الدين من الأمور التي يجب الاستغناء عنها لانقضاء زمانها وانعدامها.

[٨] الحاجة للدين توصّل الباحثون في تاريخ الأديان الى أنّ الإنسان

بحاجةٍ إلى التعبّد من قديم الزمان، فكما أنّ الإنسان لا يستطيع أن يحيا بلا غذاء يحفظ به ذاته، وبلا زواج يحفظ به نوعه، فكذلك فلا يستطيع العيش بلا دين وتعظيم وتقديس لإله، أي أنّ الدين من الأمور الضرورية للإنسان والمغروسة فيها، وبه تحوّل اعتقاد البشرية إلى الاعتقاد الناضج السليم الصحيح، فوجود الله تعالى من الأمور البديهية التي يدركها الإنسان بفطرته وطبيعته، والدين ينمو ويرتقي عند الإنسان بحسب البيئة والظروف المحيطة به، وبالنظر إلى اتساع المدارك الفكرية والمعرفية، ومن الأدلة على وجود الله تعالى قوله في مُحكم كتابه: (شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

[٩] فالله تعالى شهد على أنّه المتفرّد بالألوهية، وقرن شهادته بشهادة

الملائكة وأولي العلم، فأولي العلم استبطوا الأدلة من الكون التي تدل على ألّا إله إلّا الله، فكانت شهادة الله على نفسه ومن بعد ذلك شهادة الملائكة من أعظم الشهادات.[ الأنترنت – موقع موضوع - أهمية الدين في حياة الإنسان - كتابة مراد الشوابكة ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .