أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الستــــــــــون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الستون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته

وهي بعنوان: *هل يعارض الدين الإسلامي العلم التجريبي؟ :

الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه ، ومن الأخطاء الشنيعة التي وقع فيها الملاحدة – وكانت سببا في إلحادهم – وضعهم للدين الإسلامي

في كفة الأديان المحرفة والوثنية والخرافية المناقضة في أصولها وفروعها للعقل الصحيح والعلم التجريببي الصريح .                          ويرجع سبب هذا الانحراف المنهجي إلى القرن السابع عشر الميلادي

لما وصل نور العلم لأوربا، واشتغل أهلها بالاختراعات والاكتشافات العلمية ، فما كان من الكنسية إلا مواجهة هذه الثورة العلمية وإقبارها في مهدها بحجة مخالفتها للدين المسيحي وللكتاب المقدس ، فوقع هذا الجيل المستنير بين أمرين متناقضين لا يمكن الجمع بينهما ، إما التسليم لهذا الدين الذي يحارب العلم وتتناقض الاكتشافات العلمية مع مبادئه ، أو ترك الدين جملة والكفر به بل والتحذير منه .

فما كان لهم بد من الاختيار الثاني ، ومن هنا انتشر الإلحاد وكان هذا

القرن والذي بعده هو العصر الأكثر افتتانا بإنكار الخالق، ورفض الأديان جملة وتفصيلا ، ومن ثَم إلحاق الدين الإسلامي بهذه الأديان .

فهل حقا الإسلام يعارض العلم الحديث ؟

لعل أوضح دليل نستدل به على نفي هذه الدعوى وبيان بطلانها ، هو المسألة ذاتها التي ردتها الكنسية بدعوى معارضتها للدين ، وبيان موقف علماء الإسلام منها ،وهي حادثة اكتشاف كروية الأرض .            

لم تكتف الكنيسة برد اكتشافات العلماء لكروية الأرض ، بل بالغت في

محاربتهم واضطهادهم وتكفيرهم ، والسعي لقتلهم وسجنهم والأمر بحرق

كتبهم ومنع تدريسها ، حتى بلغ بهم الأمر لإنشاء محاكم تفتيش خاصة بمتابعة وملاحقة العلماء الموافقين لهذا الرأي وغيره من الآراء العلمية التجريبية .

و من أشهر المحاكمات في هذه القضية العلمية محاكمة كوبرنيكس وجاليليو في بداية القرن السابع عشر .

وفي المقابل نجد علماء الإسلام يقرون بهذه الحقائق العلمية قبل جاليليو

وغيره بقرون ، وفي جميع أنحاء البقاع الإسلامية بما فيها الديار الأندلسية

المجاورة لموطن جاليليو وكبورنيكس …

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .