أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة التاسعة والخمسون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة التاسعة والخمسون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان: العلم اللدني لأولياء الله:

العلم اللدني هو العلم الذي علمه الله سبحانه وتعالى أنبياءه ورسله من خلال الوحي ، أما بالنسبة لأولياء الله عز وجل فيقصد بالعلم اللدني بالنسبة لهم : ما كان من هدى يهدي الله به من شاء من خلقه ، والله

سبحانه وتعالى قال : -( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )- [محمد/17] و قال تعالى : -( أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون )- [الأنعام/122] فهذا النور نور البصيرة ونور في القلب هو نور الهداية .. هذا من لدن الله عز وجل .

فهم ابن عباس للقرآن : على سبيل المثال : نحن عندنا القرآن الكريم

وصحابة رسول الله من الوفرة والكثرة في زمانهم واجتهاداتهم الكثيرين إلا

أن الله استجاب دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس حينما قال : ” اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ” أي تفسير القرآن ، فآتى الله ابن عباس فهما للقرآن الكريم زائدا عن غيره ؛ هذا الفهم لا يوجد في الكتب وإنما هو من الله ، وهو فهم لكتاب الله وليس بعيدا عن كتاب الله ، فهذا من الإلهام والتوفيق الإلهي ، ناهيك عن شطحات البعض باسم الفتح الرباني ولا علاقة لها بكتاب الله ومراد الله .

فمثلا : ابن عباس لما سأله عمر عن ليلة القدر قال إني لأعلم أي ليلة

القدر هي ؟ سابعة تمضي – أو : سابعة تبقى – من العشر الأواخر . فقال عمر : ومن أين علمت ذلك ؟ قال ابن عباس : خلق الله سبع سموات ، وسبع أرضين ، وسبعة أيام ، وإن الشهر يدور على سبع ، وخلق الإنسان من سبع ، ويأكل من سبع ، ويسجد على سبع ، والطواف بالبيت سبع ، ورمي الجمار سبع . . . لأشياء ذكرها . فقال عمر : لقد فطنت لأمر ما فطنا له .

وقال ابن عباس أيضا : كان عمر يُدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم

وَجَد في نفسه، فقال: لِمَ يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه ممن قد علمتم، فدعاهم ذات يوم فأدخلني معهم، فما رأيتُ أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليُريهم، فقال: ما تقولون في قول الله، -عز وجل-: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}؟ فقال بعضهم: أمرنا أن نَحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفُتح علينا، وسكت بعضهم ؛فلم يقل شيئًا، فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، فقال: ما تقول؟ فقلت: هو أجلُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعلمه له، قال: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } فذلك علامة أجلك، {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا } فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: ” لا أعلم منها إلا ما تقول”فهذا فهم أوتيه ابن عباس ولا يوجد في الكتب إنما هو من توفيق الله وهدايته .

ابن سيرين وتفسير الرؤى : ابن سيرين وهوممن فتح الله عليه في موضوع تفسيرالرؤى ،-وبالمناسبة هذا الكتاب المشهور ليس كتابه وإنما هو منسوب إليه-، جاءه فى يوم رجلان -كل منهما على حدة – فقال الاول : إنى رأيت فى المنام انى أؤذن وقال الآخر كذلك ، فنظر الامام ابن سيرين للأول وقال له: سيكتب لك الحج إن شاء الله ثم نظر للثاني فقال وأنت سارق فتب عما أنت فيه.

فلماخرج الرجلان قال أحدجلسائه له لم تعددت الإجابة والرؤية واحدة؟ فقال : نظرت فى وجه الأول فرأيت نور الطاعة فتذكرت الآية الكريمة(وأذن فى الناس للحج يأتوك رجالا) ونظرت فى وجه الثاني فرأيت شؤم المعصية فتذكرت الآية{ثم أذن مؤذن أيتها العيرإنكم لسارقون} فكل اجتهاد صحيح في فهم كلام الله أو كلام رسوله هو من توفيق الله للعبد ، أما تفسير القرآن بعيدا عن النص القرآني ودلالته من خلال ما عرف بالإشارات والشطحات فهذا غير مقبول ولا يسمى علم لدني ،

وربما يكون من أباطيل الشيطان.

[ الأنترنت – موقع الراشدون - ما هو العلم اللدني ؟ (خطبة مفرغة) للشيخ حسين عامر ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .