أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــة السادسة والخمسون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة والخمسون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان: *ما هو العلم اللدني ؟

أما العلم اللدني :فهو العلم بلا واسطة لم يتعلمه من شيخ أو من كتاب، ولكنه علم من الله علمه إياه بطريق الوحي، وهذا العلم في المقام الأول اختص الله سبحانه وتعالى به الأنبياء والمرسلين قال تعالى لنبينا -صلى الله عليه وسلم- (وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما )[النساء/113]     حدثنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أمور كثير من التشريع والحلال والحرام والثواب والعقاب ، كل هذا ما مصدره ؟ ومن أي علم النبي -صلى الله عليه وسلم- كل هذا ؟ فهذا علم لدني ، لم يكن في زمانه مدرسة دينية أو كتب يقرأ منها ويبلغ ، إنما علمه الله عز وجل .

وقال الله عن إبراهيم -( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين )- [الأنعام/75] و قال تعالى : -( ففهمناها سليمان )- [الأنبياء/79] و قال تعالى : -( وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون )- [الأنبياء/80]

و قال تعالى :( يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا)- [مريم/12]

و قال تعالى : -( ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين )- [يوسف/22] فهذا كله علم لدني فالذي علم الأنبياء والمرسلين هو الله عز وجل ، ما الحكمة أن رسول الله كان أميا ؟

 قلنا من قبل : إن الله تعالى شاء أن يكون نبينا -صلى الله عليه وسلم- نبيا أميا ليبقى مصدرا واحدا للتلقي عنده وهو الوحي ، أي إنسان قاريء يمكنه أن يقرأ أي شيء وكل شيء في العلوم والثقافات والمذاهب الفكرية والأديان ….الخ ، وكثير ممن يقرأون بلا هدى أو إرشاد ضلوا وتاهوا ، ومنهم من زلت أقدامهم في متاهات كثيرة لأنه ليس عنده من يرشده ويدله على الطريق الصحيح ، أما النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد بعث أميا ليبقى له مصدرا واحدا للتلقي ؛ فهو لا يستطيع القراءة ولا الكتابة وبعث في أمة أمية ، فكل وسائل العلم المتوفرة حاليا في زمانه كانت غير متوفرة ، ولا متاحة ، ولذلك مضى ما مضى منذ بعثته -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا والقرآن كلام الله الذي -( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد )- [فصلت/42] ما زال هو معجزة رسول الله الخالدة الدالة على صدقه ، وقد ذكر فيه الكثير من الحقائق العلمية والتي تندرج عند العلماء تحت باب الإعجاز العلمي في القرآن .

لو قلنا مثلا : إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طلبها من شخص أو عالم أو كتاب نقول: إنها أصلا لم تكن متوفرة في زمانه -صلى الله عليه وسلم- وهذا أكبر دليل على

أنه تلقى القرآن من لدن حكيم عليم .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .