أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الخامسة والخمسون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الخامسة والخمسون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *ما هو العلم اللدني ؟هل الخضر ما زال حيا ؟ :

والصوفية يقولون بأن الخضر ما زال حيا ، وجمهور العلماء على أن الخضر ليس بحيٍّ ، سئل البخاري عنه وعن إلياس عليهما السلام -هل هما حيان- فقال: كيف يكون هذا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يبقى على رأس المائة ممَّن هو اليوم على ظهر الأرض أحد”

وفي صحيح مسلم عن جابر قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “ما من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة وهي يومئذ حية”

ولو كان الخضر حياً إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم لكان من أتباعه، ولنصره وقاتل معه؛ لأنه عليه الصلاة والسلام مبعوث إلى الثقلين الجن والإنس

جميعهما، والآيات الدالة على عموم رسالته كثيرة جداً كقوله تعالى:” قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا” [الأعراف:158] ، وقال عز وجل: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا[الفرقان:1]

فلو كان الخضر حياً في زمانه لجاءه ونصره وقاتل تحت رايته.

ماهو العلم اللدني ؟

البعض يقولون بأن هناك علم الشريعة وعلم الحقيقة ، علم الظاهر وعلم الباطن ، ما حقيقة هذا الأمر ؟

العلم نوعان : علم كسبي ، وعلم لدني .

العلم الكسبي : هوالعلم الذي يكتسب بأدواته وأسبابه قال تعالى :

 -( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون )- [النحل/78] فنحن ولدنا بلا معرفة لشيء ( لا تعلمون شيئا ) ولذلك كلمة ” أمي ” معناها أنه منسوب إلى أمه فبقي طول عمره بحكم جهله بالقراءة والكتابة على المعرفة التي كان عليها يوم ولدته أمه، وخلق الله لنا (السمع والأبصار والأفئدة) هذه أدوات العلم ، حواس الإدراك والوعي .

فالعلم الكسبي : هو العلم الذي يأخذه الإنسان بأسبابه ، كالشهادات

العلمية في وقتنا الحاضر ، كيف تحصلت على هذه الشهادات؟ بالتعلم والاستماع والقراءة والكتابة وفهم المعلمين ، ثم تتخرج من الجامعة الفلانية ؛ فهذا كله هو العلم الكسبي بمعنى العلم الذي اكتسبته من خلال القنوات والطرق المعروفة ، لا يعقل أن أحدا يقف بين الناس يتكلم في مجال بدون علم كما ورد في الحديث ” إنما العلم بالتعلم ” فلن يتقدم أحد لإمامة الناس في القبلة إلا إذا كان سبق هذا التقدم تعلم كتاب الله عز وجل وفقه الصلاة ، ولن يستطيع أن يقوم طبيب بالكشف على الناس وتشخيص الأمراض ووصف الدواء إلا إذا اكتسب ذلك بعلم ، وهكذا في سائر العلوم والمجالات : المهندس المحامي المحاسب ، كافة التخصصات المختلفة ، فهذا يسمى العلم الكسبي الذي يكتسب بأسبابه ، فمن باشر أسباب هذا العلم علمه الله إياه.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .