أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الرابعة والخمسون في موضــــــــــــــــــوع الديان
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الرابعة والخمسون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *ما هو العلم اللدني ؟
تكلمنا عن نبي الله موسى لما وقف يخطب في بني إسرائيل ، فقال له رجل : يا نبي الله من أعلم أهل الأرض ؟ فقال موسى : أنا !!!
باعتبار أنه نبي الله ورسوله إلى بني إسرائيل ، وكليمه الذي كلمه الله على جبل الطور بدون حجاب ، وهو الذي أنزل الله عليه التوراة ، وأجرى الله على يديه المعجزات ، فأراد الله عز وجل أن يبين لموسى عليه السلام أن هناك مِن العباد مَن هو أعلم منه ، ولذلك أمره أن يسير إلى مكان معين يلتقي فيه مع الخضر عند مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ .
نتوقف اليوم مع قوله تعالى : -( فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما )- [الكهف/65]
ما المقصود بالرحمة ؟ و هل الخضر نبي أو ولي ؟ وما هو العلم اللدني الذي آتاه الله للخضر ؟
أغلب المفسرين على أن الخضر نبي؛ويستدل القائلون بنبوته بثلاثة أدلة :
الأول / معنى الرحمة في قوله تعالى : “آتيناه رحمة من عندنا” فالرحمة تطلق على الوحي والنبوة في عدة مواضع من القرآن،منها لما قال
المشركون :(وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم)
[الزخرف/31]
فكان الجواب :( أهم يقسمون رحمة ربك) فالرحمة هنا يقصد بها النبوة .
الثاني / أن الخضر فعل أمورا لا يحل لمسلم أن يفعلها إلا بوحي من الله ؛ ربما خرق السفينة فيه أخذ ورد ، لكن ماذا عن قتل الغلام ؟
فلا ينبغي لأحد فعل ذلك إلا بوحي من الله عز وجل، والخضر قال في آخر الأمر -( وما فعلته عن أمري )- [الكهف/82]
الثالث / في قوله تعالى : -( وعلمناه من لدنا علما )- [الكهف/65]
وهذا العلم اللدني عند الخضر هو العلم بالغيب ، فمن كان يدري الخضر أن ملكا يسعى وراء هؤلاء المساكين ليأخذ سفينتهم غصبا ؟ وما أدراه بالمستقبل أن الغلام لوشب سيكون كافرا؟ومن أدراه أن تحت الجدار كان كنزا ليتيمين ؟ هذا كله علم غيب يثبت بالوحي من الله للخضر ولذلك في الآية -( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا)[الجن26 /27]
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .