أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الثالثة والخمسون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثالثة والخمسون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *الإسلام دين وعلم وحضارة :

يقول العلامة (أبو الحسن علي الندوي) في كتابه الشهير "ماذا خسرالعالم بانحطاط المسلمين؟" ص۳۰۳:

"إذا أراد العالم الإسلامي أن يضطلع برسالة الإسلام، ويملك قيادة العالم، فعليه بالمقدرة الفائقة، والاستعداد التام في العلوم والصناعة والتجارة وفن الحرب".

ويقول أيضًا: "ولا بدَّ للعالَم الإسلامي من تنظيم العلم الجديد بما يوافق روحَه ورسالته، وقد ساد العالَمُ الإسلامي علی العالَم القديم بزعامته العلمية؛ فتسرب بذلك في عقلية العالم، وتغلغل في أحشاء الأدب والفلسفة، وظلَّ العالم المتمدن قرونًا يفكر بعقله، ويكتب بقلمه، ويؤلف بلغته؛ فكان المؤلفون في إيران وأفغانستان والهند لا يؤلفون كتابًا له شأن إلا باللغة العربية".

ويتحدث الأستاذ الأديب أحمد أمين في كتابه "صيد الخاطر" ۸ / ۲۱۷

فيقول:"والحق أن لا بأس من اقتباس العلم من الغرب، بل هو واجب؛ فالحياة لا يمكن أن تكون سعيدة إلا إذا أسِّست علی العلم، وعلی إصلاح الحاضر، وعلی النظر إلی الحاضر في الدنيا، والمستقبل في الدنيا، ولكن يجب أن يضاف إلی ذلك عند المسلمين محاربتهم لمركب النقص هذا، وشعورهم بأنهم يرثون من دينهم قوة روحية فقدها الغرب، وأنهم يستطيعون - بفضل تعاليم الإسلام - أن يلوِّنوا العلم الأوروبي لونًا روحيًّا خيرًا يصح أن يستخدم في خير الإنسان، إن العلم الذي لا دين له ينتجُ القنبلة الذرِّية لإهلاك الإنسانية، ولكن العلم الذي له دين ينتج اكتشافَ قوانين الذرة لخير الإنسانية".

فالمسلمون اليوم في حاجة ماسة إلی بعث جديد يحركهم للعمل للوصول إلی حياة أعلی وأكمل، وأعظم شأنًا من ظروف الحياة التي يعيشونها في الوقت الحاضر.

لننظر إلی الأئمة المجتهدين - رحمهم الله - لو كانوا واقفين عند حدٍّ، جامدين علی ما ورثوا من الفقه والعلم، لَمَا كان للمسلمين الآن إلا مذهب واحد في التشريع، بينما صار لهم من ذلك - بفضل استقلالهم واجتهادهم - مذاهب عديدة، مذاهب نرجو أن تتجدَّد وتتطوَّر؛ حتى نجد فيها توسعة وتلبية وتحقيقًا لحاجات الزمان في العالَم كله؛ كما يقول الشيخ صالح آل الشيخ - وزير الشؤون الإسلامية السعودي -: "من سمات الشرع الإسلامي الاجتهاد؛ حيث فتح باب الاجتهاد على مصراعيه للنظر في المصالح والمفاسد، والاجتهادُ يختلف من بلد لآخر حسب ظروفه، واجتهادات علمائه في زمن معين لا يمكن أن نستصحبها اليوم؛ لأن الزمن تغيَّر والناس تغيروا، والتشريع ليس لِمَن ذهبوا من ألف سنة فقط، بل لأناسٍ يعيشون اليوم، ولا بدَّ من رعاية مقاصد وروح الشريعة"؛ (جريدة العالم الإسلامي، العدد: 1863، السنة: 1425).

فلا بدَّ من التحرك والتقدُّم بخطی سريعة إلی علوم العصر، مع التشبع بروح الإسلام، والإيمان الراسخ بأصوله وتعاليمه، ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ الآيةَ [فصلت: 53]، وصلی الله - تعالى - علی خير خلقه، وعلی آله وصحبه، وبارك وسلم.

[ الأنترنت – موقع الألوكة - الإسلام دين وعلم وحضارة - محمد إقبال النائطي الندوي ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .