أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الثانية والخمسون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثانية والخمسون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته

وهي بعنوان: *الإسلام دين وعلم وحضارة :

"هذا ابن الهيثم - المتوفَّى عام 1039 م -لم يكن فحسب المؤسس الحقيقي لعلم البصريات (الضوء) في كتابه "المناظر"؛ وإنما وضع منهجًا واضحًا في البحث، سار عليه ومارسه، ولقد سبق "كبلر" و"غاليليو" في اتخاذ الرياضيات وسيلةً لإقامة الدليل وطريقًا للكشف؛ فبرهانه على أن القمر لا يمكن أن يكون كرةً ملساء مثالٌ بارز، كما أن طريقته في تفسير انعكاس الضوء - التي اتبع فيها منهجًا تحليليًّا صاغه وَفْق متطلبات المسألة - تستحق الإعجاب، والفكرة فيه هي نفسها التي وردتْ بعدئذٍ عند "نيوتن"، ويكاد يكون مؤكدًا أن "نيوتن" قد اطَّلع على أعمال ابن الهيثم؛ لأن مرشد "نيوتن" وأستاذه - وهو يدعى "بارو" - كان قد اطَّلع على هذه الأعمال بعد ستة قرون أو يزيد، هذا فضلاً عن أن ابن الهيثم كان يُقِيم الدليل التجريبِي على صحة أعماله، وكان في بعض الأحيان يبتكر أدوات مخصصة لهذا الغرض، وهذا بعض ما أخذه الغرب عن العرب، ولم يكن معروفًا عند اليونانيين، كما أعطى ابن الهيثم أولَ وصفٍ صحيح لتركيب العين، ودرس أوهام البصر، وإدراك الرؤية، إضافة إلى مسألة هامة مشهورة لا تزال تحمل اسمه"؛ (الحسن بن الهيثم، بحوثه وكشوفه البصرية؛ لمصطفى نظيف، 1/242 جامعة القاهرة).

هذا هو شأننا في العلوم الطبيعية والكونية تحقيقًا للخلافة التي خلقنا الله لأجلها وأخرجنا لها: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]، ولَمَّا انحطَّ شأن المسلمين بما توالی عليهم من ظلمِ الحاكم، وفساد الحكم، وتملَّك زمامَ المسلمين مَن ليسوا مسلمين إلا بالاسم، وطال عليهم الأمد في ذلك، فَقَدُوا عزتَهم، وصاروا أيتامًا علی مأدبة اللئام، وأصبح المسلمون عيالاً علی الغرب متطفلين علی مائدته، وأصبح الغرب عندهم الأسوة والقدوة في التَّركِ والأخذ، والنقض والإبرام، وقلَّ في الأمة الإسلامية علماء يجمعون بين العلوم الشرعية الأصيلة والعلوم العصرية المفيدة، وتنازلتْ من جرَّاء هذه الغفلة والإهمال عن مكانتِها في القيادة العلمية، والتوجيه والاستقلال الفكري، فمن نحو خمسة قرون فقدوا مركزَهم العالمي، وأصبحوا حيث حلُّوا عنوانَ الذل والعبودية، وحلفاء الفقر والمسكنة؛ لأنهم تخلوا عن الإيمان الذي أوَّلُه وأصْلُه العلمُ والبحث: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ

﴾ [العلق: 1 - 5]، ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .