أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الخمســـــــــون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخمسون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *الإسلام دين وعلم وحضارة :

والحق أن سعادة الإنسان في هذه الحياة الدنيا، في معرفة المنافع والمصالح بأسبابها، وإتيان البيوت من أبوابها، ويحصل هذا بالنظر والتأمل، والاختبار والتعقل، وبناء اللاحق علی عمل السابق؛ حتی تظهر السنن الكونية، والنواميس الطبيعية؛ فالعلم هو وسيلة الأمة لمعرفة حاجاتها، وبه تنتبه أذهان أفرادها إلی ما هم فيه ودرجوا عليه من الأخلاق والعوائد، والكمالات والنقائص؛ حيث يكونون علی شعور دائم بأحوالهم، وتكون تلك الأمور دائمًا موضوعَ بحثهم، ويكفي المسلمين دفعًا إلی العلم، وحدوًا عليه، وترغيبًا فيه، وتوجيهًا إليه، وإيثارًا به علی جميع أمور الحياة وشؤونها - ما قال نبيُّهم وقائدهم وقائد العلماء وإمام الأنبياء محمد - صلى الله عليه وسلم -: ((طلب العلم فريضة علی كل مسلم))؛ رواه البيهقي عن أبي سعيد - رضی الله عنه - وما ورد في الحديث: ((اطلبوا العلم ولو بالصين؛ فإن طلب العلم فريضة علی كل مسلم))؛ أخرجه ابن عدي في المدخل، والبيهقي في الشعب عن أنس بن مالك - رضی الله عنه - وقال البيهقي: متنه مشهور، وأسانيده ضعيفة.

فالمسلمون فتحوا ثلاثة أرباع العالم المتمدن، وحملوا العلم والهدى، والعدل والغنی إلی البلاد التي فتحوها.

يقول العالم المؤرِّخ "أرنست رنان": "إن العلوم والآداب والحضارة مَدِينةٌ بازدهارها وانتشارها للعرب وحدَهم طوال ستة قرون، وإن

التعصب الديني لم يعرفه المسلمون إلا أن دالت دولة العرب وخلفهم علی ولاية الإسلام التركُ والمغول، فالشعوب الجرمانية والهونية

والسلافية تعاقبتْ غاراتها علی الرومان في الشرق والغرب فاجتاحوا ملكهم، والقبائل التركية والمغولية قد دهموا العرب فثلُّوا عرشهم، ولكن شعبًا من هذه الشعوب لم يصغ قلبه للمدنية، ولم يجد فتحه علی الإنسانية، فظلُّوا بُعداء عن الحضارة، غرباء عن العلم، إلا ما كان من ترويجهم بعدُ لحضارةِ المغلوب وثقافته.

أما القبائل العربية، فلم يكادوا يضعون عن كواهلهم عتاد الحرب، وينفضون عن وجوههم غبار الصحراء؛ حتی صعدوا في مراقي الحضارة بسرعتهم في طريق الفتوح، واستطاعوا أن يرفعوا علی أنقاض اليونان والرومان والفرس حضارةً ثابتةَ الأصول، باسقة الفروع، لا يظهر في عناصرها المختلفة إلا روح الإسلام وفكر العرب، ثم كانت من القوة بحيث طاولت الدهر، وصاولت المغير".

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .