أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة التاسعة والأربعون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والأربعون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان: *الإسلام دين وعلم وحضارة :

فالنظر في معظم آيات القرآن الكريم والتدبر لها، يهدي إلی أن الله - سبحانه وتعالی يدعوالإنسان المؤمن إلی اتخاذ أسباب وآليات يسخِّر بها كل شيء في الأرض؛ حتی يتبين له أن الله هو الحق، يقول الله - عز وجل -:﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ

ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 27، 28].

لقد أوضحتْ هذه الآية الكريمة معنی العلماء، وبيَّنت أن المعارف والعلوم التي تتعلق بالجبال والتعرف علی ألوانها وأنواعها، والثمرات وأجناسها وأقسامها، والناس والدواب والأنعام بمختلف الألوان ومتنوع الأجناس - تدخل في قائمة العلوم القرآنية التي يتحلَّی بها المسلمون، ويتزودون منها حسبما تلهمهم عقولُهم، وتهدي إليه نفوسهم، ولننظر فيما دعا إليه القرآن بقوله: ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ﴾ [الغاشية: 17 - 20]، أنواع من العلوم والمعارف يهدي إليها القرآن، ويدلُّ عليها وينادي بها، ويحثُّ أتباعه عليها، ولنتدبَّر ما وصف به القرآن عباد الله الصالحين: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 190، 191].

وأما قوله - تعالی -: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ [فصلت: 53]؛ فدعوة صريحة صارمة إلی العلم، وإخبار أكيد بأن عجلة العلم لا تتوقف، بل تكون في حركة واستمرار، ودوامِ تقدُّمٍ وتطور، وشق طريق إلی الأمام في ضوء هذه الآيات القرآنية وغيرها، التي تحمِّل المسلمين مسؤولية العلم والمعرفة، والنظر والتفكر في آيات الكون من السموات، والأرض، والجبال، والبحار، والأنهار، والأشجار، والدواب، والشمس، والقمر، والنجوم، والمعادن، والدفائن،

 والخزائن في البرِّ والبحر.

دأب المسلمون الأولون على العلوم والفنون؛ فأخذوا بحظ وافر من كل فرع من فروع العلم، لم يمنعْهم دينُهم أن يأخذوا عن وثنيِّي اليونان فلسفتَهم، ولا عن النساطرة طبَّهم، ولا عن اليهود ما يَرْوون من أخبار أنبيائهم وعلمائهم، وأَبْلَوا في العلم بلاءً لا يقلُّ عن بلائهم في الحرب والجهاد؛ فحيث حلُّوا ونزلوا، رأيت علمًا كثيرًا، وجدًّا عجيبًا.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .