أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة السابعة والأربعون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والأربعون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان: *الإسلام دين وعلم وحضارة :

إنَّ الاسلام دين طبيعي وفطريٌّ، يدعو إلی كل خير وصلاح، ويَنهَى عن كل شرٍّ وفساد، جاء ينعَی علی الجاهليات والرذائل والأوهام، وما يضر النفوس والطباع والأرواح والأجسام.

دلَّ علی منابع الخير والرشد والهدی، وأقرَّ كلَّ ما فيه خير ونفع؛ نهی عن الخمر والميسر، مع إخباره وإقراره بما فيهما من المنافع، وأخبر أنَّ إثمهما أكبر من نفعهما.﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ﴾ [البقرة: 219]، لولا كبر إثم الخمر وضررها، لَمَا كانت محرَّمةً ولا منهيًّا عنها؛ لما فيها من المنافع، ولكن إثمها يَحُول بين الإنسان وبين ما خُلِق له؛ من تحقيق العبودية لله، والقيام بمهام أموره وواجباته في مختلف أوقات الليل والنهار.

لقد تحدَّث القرآن الكريم، وشهد أنه دين طبيعي: ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 30]، إنه هو منبعُ الحضارات، ومصدر الثقافات، وإنه دين أوَّل إنسانٍ عاش علی ظهر الأرض وقضی حياته فيها، وقاسی ليلَها ونهارها، وحرَّها وقرَّها، وضِيقها وسَعتها، وبلاءها ورخاءها، لقد أنعم الله علی هذا الإنسان الأوَّل نبيِّ الله آدمَ - عليه الصلاة والسلام - بتعليم الأسماء كلها؛ أي: العلوم التي تأتي إلی الوجود إلی أن تقوم الساعة؛ فتعليم الأسماءكلها عبارة عن جميع العلوم والفنون، وجميع الإبداعات والاكتشافات، والاختراعات والإنتاجات عبر العصور والقرون، علی أيدي أبناء آدم - عليه الصلاة والسلام.

أخرج السيوطي في كتابه "البلغة في أصول اللغة" عن ابن عباس في

تفسير قوله - تعالی -: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ﴾ [البقرة: 31]، قال: "علَّمه تلك الأسماء ألف حِرْفة مما يحتاج أولاده إليها، كما علَّمه الألسن كلها من العربية والسريانية والعبرانية وغيرها، وعيَّن أسماء الأشياء بأنواع الألسن فكل شيء سمَّاه آدم،فهواسمه إلی يوم القيامة،ثم تفرَّقت الحرف والألسن في أولاده، وبقي الحِرَف قرنًا بعد قرن، ثم نُسبتْ بعد ذلك كل حرفة إلی مَن بدتْ منه وتعينت علی يده؛ كالكتابة والخياطة علی يد إدريس، وصنعة درع الحرب لداود".

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .