أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الثالثة والثلاثون في موضـــــــــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثالثة والثلاثون في موضوع (الديان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:* الحكمة من سؤال الله تعالى : لمن الملك اليوم؟ :

وقال شيخ الإسلام ابنُ تيمية: ما أخبر الله به في كتابه من تكليم موسى وسمع موسى لكلام الله يدل على أنه كلمه بصوت، فإنه لا يسمع إلا الصوت، وذلك أن الله قال في كتابه عن موسى: {فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى}، وقال في كتابه: {إنَّا أَوْحَيْنَا إلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إلَى إبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا * وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } ـ ففرَّق بين إيحائه إلى سائر النبيين وبين تكليمه لموسى، كما فرَّق أيضاً بين النوعين في قوله: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ } ـ ففرَّق بين الإيحاء والتكليم من وراء حجاب، فلو كان تكليمه لموسى إلهاماً ألهمه موسى من غير أن يَسمع صوتاً.. لم يكن فرقٌ بين الإيحاء إلى غيره والتكليم له، فلما فرق القرآن بين هذا وهذا وعُلم بإجماع الأمة ما استفاضت به السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم من تخصيص موسى بتكليم الله إياه، دل ذلك على أن الذي حصل له ليس من جنس الإلهامات وما يُدرَك بالقلوب، إنما هو كلامٌ مسموعٌ بالآذان، ولا يُسمَع بها إلا ما هو صوت. اهـ.

وقال أيضاً: فليس ما يُسمع من العباد من أصواتهم مشابهاً ولا مماثلاً لما سمعه موسى من صوته إلا كما يشبه ويماثل غير ذلك من صفاته لصفات المخلوقين، فهذا في نفس تكلمه سبحانه وتعالى بالقرآن، والقرآن عند الإمام أحمد وسائر أئمة السنة كلامُه تكلَّم به، وتكلَّم بالقرآن العربي بصوتِ نفسِه، وكلَّم موسى بصوتِ نفسِه الذي لا يماثل شيئاً من أصوات العباد. اهـ. والله أعلم. [الأنترنت – موقع إسلام ويب]

*السؤال : هل اسم " الديان " , اسم من أسماء الله ؟ أرجو اذكر الدليل ، ولماذا لم يذكر ابن عثيمين هذا الاسم على أنه اسم من أسماء الله , في كتابه " القواعد المثلى " ؟

الجواب : الحمد لله ، تقدم أن الديان هو الله تعالى ؛ كما في الحديث الذي رواه أحمد (15612) عن عَبْد اللَّهِ بْن أُنَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا ،ثُمَّ يُنَادِيهِمْ : أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ ) الحديث ، وهو حديث صحيح

ومعناه : المحاسب المجازي الذي يجازي الناس على أعمالهم يوم القيامة ، وهو الملك المطاع القهار الذي يقهر الناس على طاعته .

وقد ذكره البيهقي في " الأسماء والصفات " (1/ 195) في أسماء الله تعالى فقال :

" وَمِنْهَا - أي الأسماء الحسنى - " الدَّيَّانُ "

قَالَ الْحَلِيمِيُّ : أُخِذَ مِنْ (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ، وَهُوَ الْحَاسِبُ وَالْمُجَازِي وَلَا يُضَيِّعُ عَمَلًا ، وَلَكِنَّهُ يَجْزِي بِالْخَيْرِ خَيْرًا وَبِالشَّرِّ شَرًّا " انتهى .                 وقال ابن منده رحمه الله :" وَمِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : الدَّيَّانُ ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " وَيْلٌ لِدَيَّانِ الْأَرْضِ مِنْ دَيَّانِ السَّمَاءِ " انتهى باختصار من " التوحيد " (2/ 118) .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .