أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الثانية والثلاثون في موضـــــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثانية والثلاثون في موضوع (الديان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:* الحكمة من سؤال الله تعالى : لمن الملك اليوم؟ :

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والصواب الذي عليه سلف الأمة ـ كالإمام أحمدَ والبخاريِّ صاحبِ الصحيح في ـ كتاب خلق أفعال العباد وغيرِه وسائر الأئمة قبلهم وبعدهم: اتباعُ النصوص الثابتة وإجماعِ سلف الأمة، وهو أن القرآنَ جميعَه كلامُ الله حروفَه ومعانيَه، ليس شيء من ذلك كلاماً لغيره، ولكن أنزله على رسوله، وليس القرآن اسماً لمجرد المعنى ولا لمجرد الحرف، بل لمجموعهما، وكذلك سائر الكلام ليس هو الحروفَ فقط، ولا المعانيَ فقط، كما أن الإنسان المتكلمَ الناطقَ ليس هو مجرَّدَ الروح ولا مجردَ الجسد؛ بل مجموعُهما، وأن الله تعالى يتكلم بصوت، كما جاءت به الأحاديث الصحاح، وليس ذلك كأصواتِ العباد لا صوتِ القارئ ولا غيرِه، وأن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فكما لا يشبه علمُه وقدرتُه وحياتُه عِلمَ المخلوق وقدرتَه وحياتَه: فكذلك لا يشبه كلامُه كلامَ المخلوق، ولا معانِيه تشبه معانيَه، ولا حروفُه تشبه حروفَه، ولا صوتُ الرب يشبه صوتَ العبد، فمن شبه الله بخلقه فقد ألحد في أسمائه وآياته، ومن جحد ما وصف به نفسه فقد ألحد في أسمائه وآياته. اهـ.

وذلك في تكليمِ اللهِ موسى وغير موسى، كما مر في كلام الإمام أحمد،

 وقد قال الإمام أبو نصر السِّجْزي في رسالته إلى أهل زَبِيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت وقال الله تعالى:{ وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى } ـ وقال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً }ـ وقال جل جلاله: فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ـ والنداء

عند العرب صوتٌ لا غير، ولم يَرِد عن الله تعالى ولا عن رسوله عليه

السلام أنه من الله غير صوت، ولا خلاف بيننا في أن موسى مكَلَّم بلا واسطة.

وقال أيضاً في كتابه الإبانة في مسألة القرآن: وقد بيَّن الله في كتابه ما لا إشكال بعده في هذا الفصل لمّا قال: وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى {الشعراء: 10} والعرب لا تعرف نداءً إلا صوتاً، وقد جاء عن موسى تحقيق ذلك، فإن أنكروا الظاهر كفروا، وإن قالوا: إن النداء غير صوت، خالفوا لغاتِ العرب، وإن قالوا: نادى الأميرُ، إذا أمرَ غيرَه بالنداء، دفعوا فضيلة موسى عليه السلام المختصةَ به من تكليم الله إياه من غير واسطة ولا ترجمان، وليس في وجود الصوت من الله تعالى تشبيهٌ بمن يوجد الصوت منه من الخلق، كما لم يكن في إثبات الكلام له تشبيه بمن له كلاٌم من خلقه... فنقول: كلام الله حرفٌ وصوتٌ بحكم النص... وليس ذلك عن جارحة ولا آلة، وكلامنا حروفٌ وأصوات، لا يوجد ذلك منا إلا بآلة، والله سبحانه وتعالى يتكلم بما شاء، لا يشغله شيءٌ عن شيء، والمتكلم منا لا يتأتى منه أداء حرفين إلا بأن يفرغ من أحدهما ويبتدئ في الآخر. اهـ. نقله ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل:2ـ 93.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .