أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الواحدة والثلاثون في موضــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة والثلاثون في موضوع (الديان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:* الحكمة من سؤال الله تعالى : لمن الملك اليوم؟ :

فبمقتضى هذه الأحاديث والآثار كان اعتقاد أهل السنة والجماعة في كلام الله، وقد بيَّن ذلك الإمام أحمد رحمه الله إمامُ أهل السنة والجماعة، الذي نصر الله به الأمة في محنة الجهمية في كلام الله، قال عبد الله ابن الإمام أحمد في كتابه السنة: سئل ـ أي الإمام أحمد ـ عما جحدته الجهمية الضلال من كلام رب العالمين عز وجل، ثم قال: سألت أبي ـ رحمه الله ـ عن قومٍ يقولون: لمّا كلَّم الله عز وجل موسى لم يتكلم بصوت! فقال أبي: بلى، إن ربك عز وجل تكلَّمَ بصوت، هذه الأحاديث نرويها كما جاءت، وقال أبي رحمه الله: حديث ابن مسعود رضي الله عنه: إذا تكلم الله عز وجل سُمع له صوتٌ كجرِّ السلسلة على الصفوان، قال أبي: وهذا الجهمية تنكره، وقال أبي: هؤلاء كفار يريدون أن يموِّهوا على الناس، من زعم أن الله عز وجل لم يتكلم فهو كافر، ألا إنا نروي هذه الأحاديث كما جاءت. اهـ.

وهو الإمام المتَّبِع المتَّبَع في هذا الباب، الذي اختاره الله ليقف أمام جحافل الجهمية، ويبين للناس الاعتقاد الحقَّ لسلفِه حتى نصره الله وأظهر الحق على يديه، قال الإمام ابن جرير الطبري ـ رحمه الله ـ في كتابه صريح السنة: لما تكلم عن كلام الله: وأما القول في ألفاظ العباد بالقرآن، فلا أثر فيه نعلمه عن صحابي مضى، ولا تابعي قضى، إلا عمن في قوله الغناء والشفاء رحمة الله عليه ورضوانه، وفي اتباعه الرشد والهدى، ومن يقوم قوله لدينا مقام قول الأئمة الأولى: أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه... ولا قولَ في ذلك عندنا يجوز أن نقوله، إذ لم يكن لنا فيه إمام نأتمُّ به سواه، وفيه الكفاية والمنع، وهو الإمام المتبع رحمة الله عليه ورضوانه. اهـ.

وكذا قال الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في كتابه خلق أفعال العباد لما ذكر حديث عبدِ الله بنِ أنيس: وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه

أصوات الخلق، لأن صوتَ الله جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قرب، وأن الملائكة يصعقون من صوته، فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا، وقال عز وجل: فَلَا تَجْعَلُوا لِلِّهِ أَنْدَادًا {البقرة: 22} فليس لصفة الله نِدٌّ، ولا مِثلٌ ولا يوجد شيء من صفاته في المخلوقين. اهـ.  فهل بعد هذين الإمامين العظيمين إمامٌ أعلم منهما باعتقاد السلف وأقاويلهم فيتَّبعَ في هذا دونهما؟! قال الله عز وجل: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }{التوبة:100}.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .